“بركان ضرب المنطقة”.. فلسطينيون يروون الجحيم الذي عاشوه جراء قصف الاحتلال لمدينة رفح 

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/13 الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/13 الساعة 07:11 بتوقيت غرينتش
الاحتلال شن هجمات على مدينة رفح جنوب غزة/رويترز

على مدى ساعة كاملة شهدت مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، أعنف قصف وغارات منذ بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد القطاع، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إذ شنَّت الطائرات الحربية للاحتلال الإسرائيلي والبوارج البحرية والمدفعية غارات مكثفة ومتزامنة تجاه منازل ومساجد في رفح، لتخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى ودماراً هائلاً، خاصةً في مخيم يبنا وسط المدينة.

ساعات عصيبة للفلسطينيين إثر هجوم رفح

ويقف إمام مسجد الهدى عائد أبو حسنين على أنقاض المسجد الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم يبنا، ويقول: "كانت صدمة كبيرة، فقد استيقظنا منتصف الليل على أصوات القصف والاشتباكات العنيفة، والاهتزازات وكأن زلزالاً ضرب المنطقة".

هجوم رفح الاحتلال
الاحتلال استهدف آلاف المدنيين النازحين في مدينة رفح جنوب غزة/رويترز

وأضاف أبو حسنين بنبرة حزينة، لوكالة الأناضول: "القصف حوّل المسجد إلى ركام، ودمر المنازل الملاصقة والمحيطة، ما أسفر عن استشهاد نحو 12 مواطناً".

وتسبب القصف بتدمير جدران المسجد وواجهته، واكتسى المكان باللون الأسود الناجم عن الاحتراق بعد الاستهداف، وتصاعد الدخان من الأنقاض.

فيما قال الشاب محمد أحمد (18 عاماً): "ما حدث أشبه بزلزال مدمر، فالمنطقة تحولت فجأة إلى دمار، والدخان يتصاعد من كل مكان، وكأن حمماً بركانية انفجرت".

وأضاف: "علت أصوات النساء والأطفال الخائفين من القصف، وسادت حالة من الخوف أجواء المنزل والمنطقة بأسرها، والجميع كان يظن أن العملية العسكرية البرية على المدينة قد بدأت".

ويشير إلى أن تحطم زجاج المنازل والمباني المجاورة زاد من حالة الهلع، في ظل ارتفاع أصوات طائرات الاستطلاع والحربية، إضافة إلى أصوات الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

صدمة من هجوم رفح

الفلسطينية فاطمة قشطة (45 عاماً) بدت علامات الصدمة على وجهها إثر هجوم رفح، بينما قالت بنبرة غاضبة: "نحن مدنيون، لماذا يقصفوننا؟! سقف البيت كاد يسقط على رؤوسنا ونحن نيام".

وتضيف قشطة: "مجزرة كبيرة ارتكبها الاحتلال في رفح خلال ساعة واحدة، أكثر من 80 شهيداً ومئات الإصابات وكلهم كانوا نائمين لا ذنب لهم".

وفي المنطقة المستهدفة كان مصطفى أبو سليمة (39 عاماً) يقوم بمساعدة أطفاله بإزالة الركام من منزله المكون من طابقين، بعدما أصبحت جدران المنزل مكشوفة للشارع بفعل القصف.

هجوم ضد رفح الاحتلال
هجمات الاحتلال ضد مدينة رفح جنوب غزة/رويترز

وأضاف أبو سليمة عن الحدث: "تفاجأنا بالقصف، فحاولت الخروج لمعرفة ماذا يجري، لكن صواريخ الطائرات الإسرائيلية كانت أسرع، فبدأت أجزاء من الطابق العلوي بالسقوط علينا".

ونجا أبو سليمة هو وأطفاله بأعجوبة من موت محقق، ويقول عن ذلك: "ساعة كاملة عشناها بخوف شديد ورعب، بعدما أيقظتنا أصوات الصواريخ والطائرات".

هجوم رفح

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة في مدينة رفح، أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، في تجاهل واضح لتحذيرات دولية من عواقب اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الإثنين "28 ألفاً و340 شهيداً و67 ألفاً و984 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة "جرائم إبادة" للمرة الأولى منذ تأسيسها.

تحميل المزيد