تلقت الحكومة الائتلافية في إسبانيا انتقادات شديدة، بعد الكشف عن مواصلة مدريد بيع الأسلحة لإسرائيل، رغم تصريحات وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس بأن بلاده علقت المبيعات، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب دراسات مؤسسة "سنترو ديلاس" الدولية حول السلام، تبين أن شركة إسبانية باعت ذخيرة عسكرية للاحتلال، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مقابل 987 ألف يورو.
وبعد أن دحضت البيانات الواردة من المؤسسة تصريحات وزير الخارجية المتكررة، تلقت الحكومة الائتلافية انتقادات شديدة.
وتعليقاً على البيانات التي أكدت مواصلة مدريد بيع الأسلحة لإسرائيل، أكد إنيجو إيريجون، رئيس البرلمان عن حزب سومار في حكومة الأقلية اليسارية الائتلافية، ضرورة حظر المبيعات بشكل كامل ودائم لوقف "الإبادة الجماعية" في غزة.
بدوره، طالب وزير الثقافة والرياضة في إسبانيا إرنست أورتاسون، بإلغاء جميع تراخيص بيع الأسلحة لإسرائيل، بعد 7 أكتوبر 2023، وقال أورتاسون: "لا يمكن أن تذهب رصاصة واحدة أو سلاح واحد من إنتاج إسبانيا إلى إسرائيل. نصر على فرض حظر كامل على مبيعات السلاح لإسرائيل".
مطالبات بوقف دعم الاحتلال في إسبانيا
يشار إلى أن العديد من المدن في إسبانيا شهدت في وقت سابق مظاهرات ضخمة، شارك فيها مئات الآلاف، تضامناً مع قطاع غزة، وللمطالبة بوقف "الإبادة الجماعية في فلسطين"، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة دعم مدريد القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمقاضاة إسرائيل.
وجاءت المظاهرات استجابة لدعوة "شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين"، التي تضم أكثر من 100 منظمة غير حكومية في إسبانيا، حيث عمّت ما يزيد على 90 مدينة ومقاطعة.
ففي العاصمة مدريد لبى الدعوة أكثر من 50 ألف متظاهر، في احتجاج هو الأضخم منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة، مطالبين المجتمع الدولي بوقف "الإبادة الجماعية في فلسطين".
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "قاطِعوا إسرائيل"، و"القاتل نتنياهو"، و"فلسطين حرة"، و"العدالة"، و"إسرائيل تطلق النار والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي راعيان".
وحظيت المظاهرة بتأييد نواب يساريين، ووقفوا دقيقة صمت إجلالاً للأرواح التي أزهقت في الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهته قال رئيس حزب بوديموس اليساري، إيوني بيلارا، إن الأوضاع غير مطمئنة وتبعث بالقلق أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف رئيس الحزب الذي يقدم الدعم الخارجي للحكومة الائتلافية اليسارية الحالية في إسبانيا معللاً قلقه: "لأن الحكومة (بمدريد) قريبة جداً من إشراك إسبانيا في حرب ضد اليمن لحماية دولة إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية".
ويأتي هذا في وقت يشن فيه الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".