كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين 12 فبراير/شباط 2024، أن الاحتلال أبلغ الإدارة الأمريكية بتفاصيل عملية رفح خلال تنفيذها، مشيرة إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لم تتم دعوته إلى مقر "الشاباك" لإدارة عملية "تحرير" المحتجزين، رغم مشاركة مفوض الشرطة.
القناة 12 العبرية ذكرت أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بتطورات عملية رفح خلال تنفيذها، مشيرة إلى أنه تمت الموافقة عليها قبل نحو أسبوع وجرى تأجيلها.
القناة السابعة الإسرائيلية أشارت إلى أن بن غفير تم استبعاده من مداولات سبقت عملية "تحرير" الأسيرين الإسرائيليين من مدينة رفح جنوب القطاع، والتي تسببت بمجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن بن غفير لم يشارك في اللقاء الذي حضره رؤساء الأجهزة الأمنية، ولم يتابع عن كثب العملية البطولية التي شاركت فيها أيضاً قوة من الشرطة بمن فيهم المفوض يعقوب شبتاي، بحضور وزير الجيش يوآف غالانت، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لكن مكتب زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير حاول التقليل من شأن عدم المشاركة.
ونقلت الصحيفة عن مكتبه قوله: "تم إبلاغ الوزير بالعملية مسبقاً وتلقى تحديثاً بالفعل الأسبوع الماضي، عندما تم تقديم الخطة إلى رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو). وحتى في الأيام الأخيرة التي سبقت التنفيذ، تم إطلاع الوزير على المستجدات وأعطاها مباركته".
الاحتلال ينشر تفاصيل عملية رفح
وشهدت رفح ليلة دامية راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، إثر غارات إسرائيلية عنيفة واشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين وقوة إسرائيلية خاصة شمال غرب المدينة المكتظة بالنازحين، في تجاهل إسرائيلي واضح للتحذيرات الدولية من مغبة استهداف المدينة.
المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، قال في مؤتمر صحفي، إنه شارك في عملية متابعة العملية مع كل من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار والمفوض العام للشرطة يعقوب شبتاي.
وزعم جيش الاحتلال أنه نجح، في عملية مشتركة بين القوات والوحدة الشرطية الخاصّة "يمّام"، وجهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك)، في إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين في غزة.
جيش الاحتلال ذكر أن "القوات وصلت إلى الهدف سراً، عند نحو الساعة الواحدة ليلاً (بعد انتصاف ليل الأحد)، ونفّذوا عمليّة معقّدة جداً في مجمّع مبان، حيث تم احتجاز المختطفَين في الطابق الثاني". وأضاف: "لقد كان عملا سرياً، بغطاء جويّ كبير، ومعلومات استخباراتية".
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أضاف أنه عندما وصلت القوات إلى هناك، تم اقتحام المبنى وكان هناك حراس مسلّحون في المنازل المجاورة، وداخل المنزل كان هناك 3 مقاومين فلسطينيين، ووقع تبادل لإطلاق النار في المكان، وأطلقت نيران مكثفة من الجو.
وأضاف: "وبدءاً من الساعة 1:50 فجراً شرع سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية بتطبيق غطاء نيران جوي، من أجل السماح للقوة بضرب مسلحي حماس".
و"في هذه المرحلة سحب الجنود لويس وفرناندو من الشقة وأنقذوهما تحت النيران، بمرافقة قوات الجيش الإسرائيلي التي وفّرت لهما الحماية في منطقة رفح حتى وصولهما إلى بر الأمان"، وفق ادّعائه.
وأفاد هاغاري بأنهما "خضعا لفحص طبي أوّلي من قبل القوات في الميدان، وتم نقلهما على متن مروحية برفقة جنود الوحدة 669 لمتابعة العلاج الطبي في المركز الطبي شيبا في تل هشومير، حيث التقيا بأفراد عائلاتهما".
مصادر محلية أفادت بأن العملية تسببت باستشهاد أكثر من 100 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، وأصيب المئات، حيث طالت الغارات 14 منزلاً وثلاثة مساجد في رفح.
مدير مستشفى الكويت في رفح، صهيب الهمص، أفاد بتصريحات صحفية بأن إصابات بتر للأطراف وتهتك في الدماغ وحروق وصلت إلى المستشفى، وما زالت طواقم الإسعاف تعمل على انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة في رفح.