قال المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هارئيل، إن تحرير إسرائيليين اثنين من المحتجزين من إحدى الشقق في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لا يعني أنه من السهل إطلاق سراح البقية (الذين يبلغ عددهم 134 محتجزاً في الإجمال، ومنهم أكثر من 30 محتجزاً يُعتقد أنهم في عداد القتلى) في عملية أخرى مماثلة.
وأشار هارئيل، في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين 12 فبراير/شباط 2024، إلى أنّ العملية لتحرير المحتجزين اعتمدت على معلومات استخباراتية "دقيقة"، وكانت ضمن خطة استعدادات متواصلة، وشارك فيها العديد من وحدات النخبة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّها "حققت نجاحاً من الصعب جداً الوصول إليه، كما رافقتها مخاطرة ليست بسيطة من طرف المستوى السياسي والمستويات المهنية التي اتخذت القرار بشأنها".
وكتب هارئيل أنه "يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه من الصعب تكرارها (العملية)، على الرغم من الضغط الهائل الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي على حماس، وذلك لأنّ الحركة ستستخلص العبر بالتأكيد من هذه العملية، وستحدد نقاط الضعف في جهوزيتها وستعزز الجهوزية في أوساط الوحدات المسؤولة عن حماية المحتجزين الإسرائيليين".
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير أسيرين اثنين خلال مهمة ليلية في رفح، تزامنت مع قصف عنيف أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بالمدينة الأخيرة التي كانت آمنة في القطاع ويقيم فيها نحو 1.4 مليون إنسان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في بيان، إن القوات الأمنية قامت بتحرير المخطوفيْن "لويس هير" البالغ من العمر سبعين عاماً، و"فرناندو سيمون مرمان" البالغ من العمر ستين عاماً، اللذيْن تم اختطافهما من كيبوتس نير إسحاق.
وأضافت أنهما بخير ويخضعان لفحوصات طبية في المستشفى والتقيا ذويهما. وجرت العملية تحت إطلاق نار واستمرت نحو الساعة.
من جهته، قال المتحدث العسكري دانيئيل هاغاري، ان القوة وصلت بصورة خفية إلى منزل في الطابق الثاني لمبنى في قلب رفح واقتحمته بعد تفجير الباب، واشتبكت مع آسريهما المسلحين الثلاثة فقتلتهم.
وادعى أنه خلال العملية أطلق أشخاص من المباني المجاورة النار على القوات فقتلوا بنيرانها وبنيران أخرى من الجو. وبالتوازي، شنّ سلاح الجو غارات على أهداف نوعية في حي الشابورة بجنوب القطاع.
وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أكد بدوره، في وقت سابق الإثنين، أن عملية التحرير كانت معقدة وصعبة جداً.
كما أوضح، عبر حسابه على منصة إكس، أن حماس كانت احتجزت لويس هر، البالغ من العمر 70 عاماً، وفرناندو مرمان 60 عاماً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول داخل القطاع. وتابع أن "القوات الإسرائيلية وصلت بصورة سرية إلى مكان الهدف ونفذت العملية داخل مبنى، حيث تم احتجاز الأسيرين في الطابق الثاني".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، مواصلة الهجوم العسكري في غزة بعد إطلاق سراح الرهينتين في العملية التي قتل فيها عشرات الفلسطينيين.