رغم ادعائه عكس ذلك.. “فايننشيال تايمز” عن مصدر مطلع: الاحتلال لا يملك خطة حتى الآن لاقتحام رفح

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/11 الساعة 22:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/11 الساعة 22:45 بتوقيت غرينتش
مخاوف من اجتياح رفح من جيش الاحتلال بظل تكدس النازحين في المحافظة/ الأناضول

قالت صحيفة "Financial Times" البريطانية في وقت متأخر من مساء الأحد 11 نوفمبر/شباط 2024، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يملك خطة حتى الآن لاجتياح رفح، رغم ادعائه العلني ذلك. 

حيث نقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع على المداولات الإسرائيلية قوله: "إنه على الرغم من الحديث العلني الصارم عن توغل وشيك في رفح، إلا أنه لا توجد خطة حتى الآن لشن مثل هذه العملية".

وأضاف المصدر: "لا يعرف الإسرائيليون ما يريدون فعله، وهناك الكثير من الارتباك المحيط برفح"، في إشارة إلى المخاوف الأمريكية والمصرية بشأن ما يقدر بنحو 1.4 مليون مدني نازح لجأوا إلى المدينة. 

ووصفت القاهرة أي تحرك يدفع سكان غزة إلى دخول الدولة المجاورة بأنه "خط أحمر"، وقالت وزارة الخارجية المصرية إن استهداف معبر رفح وعرقلة الإمدادات الإنسانية سيكون بمثابة "سياسة تهجير قسري للشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية".

ووفقاً للشخص المطلع على المداولات الإسرائيلية، فإن "إسرائيل تتفهم الحساسية المحيطة برفح، وترى أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب مصر بشأن هذه القضية" وتخشى الإضرار بالعلاقات مع الدولتين.

وفي الولايات المتحدة، يواجه بايدن ضغوطاً متزايدة من داخل حزبه الديمقراطي ليكون أكثر صرامةً مع نتنياهو واستخدام النفوذ الأمريكي لإقناع إسرائيل بتجنب المزيد من الضحايا المدنيين والمعاناة والتشريد.

وكتبت ألكساندريا أوكازيو كورتيز، عضو الكونغرس من نيويورك، على موقع X في نهاية الأسبوع: "تطهير رفح ليس حرباً، وليس دفاعاً، إنه هجوم صريح على الأبرياء". وأضافت أن الوقت قد حان لكي تستخدم الولايات المتحدة "وسائلها" لوقف "الكارثة الإنسانية".

من ناحية أخرى، كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً شديدة على إسرائيل وحماس للموافقة على هدنة جديدة من شأنها أن تسمح بإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين أسرتهم حماس في أكتوبر/تشرين الأول. 

وبحسب البيت الأبيض، فإن بايدن أبلغ نتنياهو أن الوقت قد حان "للاستفادة" من "التقدم المحرز في المفاوضات". 

تحذير حماس 

وسبق أن حذّر مصدر قيادي في حركة "حماس" إسرائيل من أن أي هجوم بري للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح الحدودية بقطاع غزة يعني "نسف مفاوضات التبادل"، بين الحركة وإسرائيل.

ونقلت فضائية "الأقصى" التابعة لـ"حماس"، عن قيادي كبير في الحركة قوله إن أي هجوم بري للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح الحدودية بقطاع غزة يعني "نسف مفاوضات التبادل" بشأن الأسرى الذين تم احتجازهم إبان عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال القيادي في "حماس" إن "نتنياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح".

من جهته، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيتم توفير "ممر آمن" لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الموجودين بمدينة رفح بقطاع غزة، قبل الهجوم البري المحتمل على المدينة.

وفي حديث لشبكة ABC News الأمريكية، نشرت مقتطفات منه، مساء السبت، ادعى نتنياهو أنهم يعملون على "خطة تفصيلية" بشأن إجلاء أكثر من مليون من سكان القطاع الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية ولجأوا إلى رفح، وتوفير "ممر آمن" قبل اجتياحها.

وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى في تاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.

وحول الدعوات التي أطلقتها العديد من الدول والمنظمات لإسرائيل كي لا تحتل رفح، اعتبر نتنياهو أن "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقاً، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب".

وجدد نتنياهو تأكيده أنهم سيهاجمون رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، والتي وصفها بالمعقل الأخير لحركة حماس في غزة، ولم يقدّم معلومات مفصّلة حول موعد تنفيذ الهجوم البري.

الصيدليات في قطاع غزة
نازحو غزة في رفح يكافحون ضد ظروف الطقس الباردة/الأناضول

ومحافظة رفح، آخر ملاذ للنازحين في القطاع، وفيها حالياً أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نزحوا من محافظات أخرى تحت وطأة القصف العنيف بقصد دفعهم مجبرين إلى إخلاء مناطقهم، بداية من شمال القطاع خاصةً.

وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي، منذ بداية توغّله البري في القطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول، مئات آلاف الفلسطينيين شمالاً على النزوح إلى الجنوب مدّعياً أنه "منطقة آمنة"؛ وهو ما ثبت عدم صحّته مع سقوط آلاف القتلى والجرحى في الجنوب، بينهم نازحون.

وحتى السبت، وصلت العملية البرية إلى خان يونس ولم تمتد إلى رفح، وإن كان الجيش الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفاً مدفعياً واسعاً على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

والسبت، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح؛ تعقيباً على تقارير إعلامية إسرائيلية تتوقع ذلك.

تحميل المزيد