نشرت صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 10 فبراير/شباط 2024، تفاصيل استجواب الرئيس الأمريكي جو بايدن مع المحقق الخاص روبرت هور، حول طريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع الوثائق السرية، حيث شكك هور في ذاكرة بايدن، واصفاً إياه بأنه "رجل مسنّ متعاطف وحسن النية وذو ذاكرة ضعيفة".
الصحيفة أوضحت أن المقابلات خلال التحقيق أجريت على مدى يومين، لأكثر من خمس ساعات وعشر دقائق، وركزت على التحقيق في طريقة تعامل بايدن مع وثائق سرية. ورغم الطبيعة الروتينية للاستجواب، انتقد هور ذاكرة بايدن.
التشكيك في ذاكرة بايدن
ووفقاً للصحيفة، فقد شكك تقرير هور الذي صدر هذا الأسبوع، رغم أنه لم ينصح بتقديم بايدن للمحاكمة، في قدرات ذاكرة بايدن، التي قد تعقّد فرص انتخابه لولاية جديدة.
ومع ذلك، اعترض فريق بايدن على توصيف هور، مؤكداً أن مقابلات الاستجواب كانت سلسة، والأسئلة كانت عن تفاصيل عادية مثل تخزين المستندات وشراء خزائن الملفات.
وأُجريت المقابلات في غرفة الخرائط بالبيت الأبيض، مع بايدن ومحاميه وهور، برفقة فريقه وضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي. ورغم اللحظات المرحة التي تخللت الاستجواب، كان الجزء الأكبر منه مقتصراً على مناقشة الحقائق وكان يتسم بالجفاف، وركز على التعامل مع الوثائق وطريقة نقلها وتعبئتها.
بايدن يقر بضعف معلوماته
ومن الجوانب الجديرة بالملاحظة في الاستجواب، ذاكرة بايدن لدى سؤاله عن أحداث وتواريخ محددة تتعلق بالوثائق السرية. وأشار هور إلى أمثلة بدت فيها ذاكرة بايدن ضعيفة، مثل الصعوبة التي واجهها في تذكر تفاصيل مثل العام الذي بدأت فيه فترة ولايته نائباً للرئيس أو انتهت، وعام وفاة ابنه بو. وأعد فريق بايدن الرئيسَ الأمريكي جيداً للأسئلة المتعلقة بالتعامل مع المستندات، لكنه لم يتوقع هذا التركيز على ذاكرته.
وخلال الاستجواب، أقر بايدن بضعف معلوماته عن وصول وثائق معينة إلى حيث وصلت، وعزا ذلك إلى عملية حزم الأغراض بعد خروجه من منصبه.
وتطرق أيضاً إلى الحديث عن أمور شخصية، من بينها وفاة بو، نجل بايدن. وعثر المحققون على وثائق سرية وسط متعلقات شخصية، ما أدى إلى استجوابه حول تخزينها والتعامل معها.
تضمن أحد جوانب التحقيق، ظهيرة ذلك اليوم، مذكرة أرسلها بايدن إلى أوباما عام 2009 حول أفغانستان، وهي وثيقة سرية أخذها بايدن من البيت الأبيض وعُثر عليها لاحقاً في مرآب منزله، وكانت في علبة ورق مقوى تالفة بالقرب من قفص كلب، ومصباح مكسور وحطب صناعي.
وقال المحقق الخاص في وقت لاحق، إن بايدن احتفظ بنسخة من المذكرة، لأنه اعتبرها دليلاً رئيسياً يظهر أنه كان على حق حين نصح إدارة أوباما بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن أوباما رفض هذه النصيحة.
وبعد انتهاء الاستجواب، قال بايدن وفريقه القانوني إن الجلسات سارت كما كان متوقعاً. لكنهم فوجئوا بتقرير هور لاحقاً، الذي انتقد هفوات ذاكرة بايدن. واعترض محامو بايدن على هذا التوصيف، مؤكدين أن هور ضغط على بايدن في أسئلته عن أحداث ماضية ثم انتقده بسبب محدودية ذاكرته.
ويرى فريق بايدن أن تركيز بايدن في ذلك الوقت كان منصباً على أمور أشد أهمية تؤثر على العالم، بعد أن كان قد انتهى لتوه من مجموعة مكالمات هاتفية مع حلفاء الولايات المتحدة بخصوص الوضع المضطرب في الشرق الأوسط.