استشهد عدد من أفراد الشرطة الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية التي تديرها حركة "حماس"، في قصف استهدف مركبتهم بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، في استهداف هو الثاني من نوعه السبت 10 فبراير/شباط 2024، فيما اعتبرت وكالة "الأونروا" أن الهجوم المحتمل لجيش الاحتلال الإسرائيلي "وصفة لكارثة".
وذكرت مصادر محلية، أن عدداً من الفلسطينيين من عناصر الشرطة قُتلوا بقصف للاحتلال استهدف مركبتهم برفح.
فيما لم يصدر تعقيب فوري من وزارة الصحة الفلسطينية حول عدد القتلى.
في وقت سابقٍ السبت، استشهد 3 مسؤولين بجهاز الشرطة في قصف إسرائيلي استهدف مركبتهم غربي رفح.
وأفادت مصادر محلية، بأن كلاً من "مدير مباحث رفح أحمد اليعقوبي، ونائبه أيمن الرنتيسي، ورئيس قسم مباحث التموين إبراهيم شتات، قُتلوا بقصف إسرائيلي استهدف مركبتهم في حي تل السلطان، غربي رفح".
والثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024، قال المكتب الإعلامي للشرطة الفلسطينية، إن إسرائيل قتلت 6 من أفرادها "باستهداف مركبتهم في منطقة خربة العدس، شرق مدينة رفح، خلال عملهم في تأمين شاحنات المساعدات".
يأتي هذا الاستهداف للجهاز الشرطي، وسط تصريحات إسرائيلية سابقة أعربت عن تخوفات المستويات السياسية والأمنية من استعادة حماس سيطرتها المدنية على مناطق شمال قطاع غزة، التي نفذت فيها عملية عسكرية برية وجوية واسعة.
فيما يرى مراقبون أن هذه التصريحات تعكس توجهات إسرائيل في تقويض سيطرة حماس المدنية على القطاع بالكامل، باعتبارها أحد أهداف الحرب.
"وصفة لكارثة"
في سياق متصل، اعتبرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، السبت، أن "الهجوم الإسرائيلي العسكري المحتمل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وسط أهاليها الضعفاء المكشوفين تماماً، هو وصفة لكارثة"، وذلك في منشور للوكالة الأممية على حسابها بمنصة "إكس".
المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، قال إن "كثيراً من أهالي رفح، البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة بالشوارع".
ثم اختتم لازاريني، حديثه بالقول: "إنني لم أعد أجد الكلمات لأصف الوضع".
"كارثة عالمية"
في وقت سابقٍ السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من "إجلاء واسع النطاق" للمدنيين من المدينة وضواحيها.
بناءً على ذلك حذَّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح.
ورفح هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها "مناطق آمنة"، لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات والمشافي.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".