أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت 10 فبراير/شباط 2024، مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي طال مدينة رفح جنوب القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما يترقب الفلسطينيون في حذرٍ نية الاحتلال اقتحام المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون من سكان غزة.
حيث قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة: "استشهد عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منازل وسيارات مدنية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية".
وأضاف الثوابتة: "الاحتلال الإسرائيلي يدّعي أن محافظة رفح آمنة، ويحث المواطنين على النزوح إليها، لكن عند وصولهم إليها، يتم استهدافهم".
وتابع: "الاحتلال يكذب على الناس ويقوم بالاستهداف المتعمد للمنازل والسيارات المدنية، ما يرفع عدد الشهداء بشكل كبير".
وخلال الساعات الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية على رفح، استهدفت منازل وسيارات تابعة لقوات الشرطة، بحسب مراسل الأناضول.
وفي وقت سابقٍ السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من "إجلاء واسع النطاق" للمدنيين من المدينة وضواحيها.
وبناءً على ذلك حذَّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح.
خوف يسود المواطنين
وتترقب عشرات العائلات الفلسطينية بحذرٍ نية الاحتلال اقتحام رفح، وذلك في الخيام التي نصبتها "كملاذ أخير" للنجاة من القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بعد أن اضطرت إلى الانتقال عدة مرات من منازلها وملاجئها السابقة.
ففي محور فيلادلفيا، وهو امتداد من الأرض يبلغ طوله 14 كيلومتراً على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، لجأ صالح رزينة إلى خيمة بعد تهجيره للمرة السادسة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
قال رزينة (42 عاماً)، وهو أب لأربعة أطفال، لموقع Middle East Eye البريطاني، السبت 10 فبراير/شباط 2024: "جئت من جباليا في شمال القطاع، ولجأت إلى أماكن مختلفة من الشمال إلى الجنوب، في مدينة غزة ودير البلح وخان يونس، والآن نحن هنا في رفح. وبعد وصولنا بأيام قليلة، بدأت إسرائيل تهدد بمهاجمة رفح".
خلال الأسبوع الماضي، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على رفح، وشنت عشرات الغارات الجوية القاتلة على الأحياء المكتظة بالسكان والمباني السكنية.
ووفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، فإن أكثر من 1.3 مليون شخص، من بينهم 610 آلاف طفل، محاصرون في رفح، التي تشكل أقل من خُمس إجمالي مساحة غزة.
ومع عدم وجود مكان آخر يذهبون إليه، يقول العديد من الأشخاص، الذين نزحوا بالفعل عدة مرات، إنهم لن يغادروا ملاجئهم إذا بدأت إسرائيل غزواً برياً في رفح.
في خيمة مجاورة لخيمة رزينة، تقيم أم جهاد زقوط، وهي في الأصل من سكان تل الزعتر بشمال القطاع، مع عائلتها الممتدة، وضمن ذلك أطفالها وأحفادها وأصهارها.
قالت أم جهاد إن كل منزل لجأت إليه في أثناء الهجوم تعرض للقصف والهدم. وأضافت أنه منذ مجيئها إلى رفح، لم تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية "بالقرب من الخيام".
قالت أم جهاد: "لقد هُدم منزلنا، واستشهدت والدتي، واستشهد ابن أخي، واستشهد أبناء أخي زوجي، وجئنا إلى هنا لأن الإسرائيليين قالوا إن علينا المغادرة إلى الجنوب. جئنا إلى الجنوب، بالقرب من السياج، وتبعونا إلى هنا وقصفونا. واستشهد أفراد عائلتنا هنا".
وكانت هاجر سرور (52 عاماً)، من سكان مدينة خان يونس المجاورة لرفح، قد فتحت منزلها لعشرات من أقاربها النازحين قبل أن يضطروا جميعاً إلى مغادرته مع اشتداد الهجمات.
وتشعر سرور، بالقلق من أنه بعد أن ينهي الجيش الإسرائيلي عمليته الواسعة في خان يونس، قد يأمر العائلات في مخيمات النازحين بالمغادرة مرة أخرى. ومع ذلك، مثل معظم الفلسطينيين النازحين، فهي أيضاً لا تعرف إلى أين سيذهبون.
سابقاً، حدَّد الجيش الإسرائيلي خان يونس ورفح في السابق كمنطقتين آمنتين. وقالت سرور: "وصلنا بالقرب من السياج الحدودي مع مصر. لكن ما هي الخطوة التالية الآن؟ سوف ينتهون من خان يونس ويأتون إلى رفح. أين سنذهب بعد ذلك؟".
وتعتبر رفح، آخر ملاذ للنازحين في قطاع غزة، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".