شنَّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، السبت 10 فبراير/شباط 2024، قصفاً عنيفاً استهدف منازل ومربعات سكنية في جنوب غزة، حيث يعيش النازحون مأساة إنسانية في ظل انعدام المساعدات ونقص الغذاء، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على وضع المدنيين في رفح، بعد إعلان الاحتلال اعتزامه شن عملية برية.
ودخلت حرب الاحتلال ضد غزة يومها الـ127 على التوالي، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى 27947، وأصيب 67459 مواطناً، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى أمس الجمعة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
فيما أطلقت قوات الاحتلال النار والقذائف المدفعية باتجاه الطوابق العلوية من مجمع ناصر الطبي، غربي خان يونس، ما تسبب بحالة من الذعر والخوف في صفوف النازحين ووقوع عشرات الشهداء والجرحى .
قلق أممي على وضع المدنيين جنوب غزة
وفي تعقيبه على ما تتعرض له المناطق الشمالية بالقطاع، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو جاريك: إن "المدنيين في رفح بحاجة إلى الحماية، ولا نريد أن نرى أي نزوح قسري، ولن ندعمه بأي شكل لأنه يتعارض مع القانون الدولي".
فيما دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، إلى الاهتمام بوضع المدنيين في قطاع غزة باسم الإنسانية.
وقال فرانسيس في منشور له عبر منصة إكس، تعليقاً على الاستعدادات الإسرائيلية لشن عملية عسكرية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، إنه شعر بـ"الصدمة والقلق العميق" إزاء الأنباء المتعلقة بالعملية العسكرية المحتملة من قبل إسرائيل على رفح.
وأوضح أنه يضم صوته إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في حماية جموع المدنيين الأبرياء الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
وطالب رئيس الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة، "باسم الإنسانية"، بأن يتم الاستماع إلى محنة هؤلاء الناس والاهتمام بهم.
وجدد مطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والامتثال لالتزامات القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين.
الاحتلال يستهدف جنوب غزة
في وقت سابق طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من جيش الاحتلال إعداد "خطة لعملية عسكرية واسعة" في رفح، تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة "حماس"، وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو "يخطط مجلس الوزراء لإخلاء سكان رفح وتفكيك كتائب حماس في المنطقة".
وقال المكتب: "من المستحيل تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس مع بقاء أربع كتائب تابعة لها في رفح، ومن ناحية أخرى من الواضح أن عملية قوية في رفح تتطلب إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال".
ولم يحدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السقف الزمني لوضع هذه الخطة أو موعد إطلاق العملية العسكرية التي وصفها "بالمكثفة" في رفح.
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 -1.4 مليون فلسطيني في رفح، بعد أن أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.
والخميس، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن "أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود أكثر من مليون، وربما أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يلتمسون اللجوء، ويبحثون عن مأوى في رفح، دون الأخذ في الحسبان واجب سلامتهم، ستكون كارثة، ولن نؤيدها".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة في تاريخها.