أثار التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، جنوبي قطاع غزة، مخاوف أممية وعربية، وطالبت السعودية بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، فيما حذر مكتب الإعلام الحكومي بغزة من كارثة ومجزرة عالمية قد تخلّف عشرات الآلاف من الشهداء إذا اقتحم جيش الاحتلال المحافظة المكتظة بمئات آلاف النازحين.
وزارة الخارجية السعودية قالت إن المملكة تحذر من التداعيات الخطيرة لاقتحام واستهداف رفح، مجددةً مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار.
وأوضحت في بيان، السبت 10 فبراير/شباط 2024، أن مدينة رفح هي الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح.
كما أكد البيان رفض المملكة القاطع لترحيل الفلسطينيين قسرياً، مشددة على أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب في كارثة إنسانية وشيكة يتحمّل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
تحذيرات أممية من اجتياح رفح
بدورها أعربت الأمم المتحدة عن شعورها بقلق بالغ إزاء وضع المدنيين في رفح، على خلفية الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح المحافظة الواقعة على الحدود مع مصر، مشددة على أنها تعارض التهجير القسري.
فيما دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، إلى الاهتمام بوضع المدنيين في قطاع غزة باسم الإنسانية.
فرانسيس في تدوينة على منصة (إكس) قال إنه يشعر بـ"الصدمة والقلق العميق" إزاء الأنباء المتعلقة بالعملية العسكرية المحتملة في محافظة رفح.
أما منظمة أطباء بلا حدود فذكرت أن أكثر من مليون شخص في رفح يواجهون تصعيداً كبيراً وكثير منهم يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة.
وأشارت في تصريحات صحفية إلى أنه "لا مكان آمناً في غزة والتهجير القسري المتكرر دفع الناس إلى رفح، وأصبحوا محاصرين بدون خيارات".
حماس تحذر من تداعيات اجتياح رفح.. مخاوف من مجزرة عالمية
من جهتها حذرت حركة حماس، في بيان السبت 10 فبراير/شباط 2024، من خطورة ارتكاب الاحتلال لمجازر واسعة ومروّعة في مدينة رفح، التي يتواجد فيها أكثر من 1.4 مليون مواطن فلسطيني نازح، يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية نتيجة استمرار العدوان.
وأضافت في بيانها أن "موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها الهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن تبعات هذا الهجوم وما سيترتب عنه من مجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وهي توفّر للاحتلال دعماً مفتوحاً بالسلاح الذي يُقتل به الشعب الفلسطيني على مدار الساعة".
كما دعت "جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال وقادته النازيين الجدد، إبادة جماعية في مدينة رفح بهدف تهجير شعبنا الفلسطيني، الذي أفشل بصموده وتضحياته وتمسكه بأرضه أهداف الاحتلال النازي"، وفق قولها.
بدوره حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، السبت، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاح الجيش الإسرائيلي محافظة رفح (جنوب) آخر ملاذ للنازحين في القطاع.
المكتب الحكومي بغزة قال في بيان نشره على منصة "تليغرام": "نُحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح رفح".
كما حمّل البيان "الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة والمجزرة العالمية التي يُلوّح بارتكابها الاحتلال".
وأضاف: "تناولت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي نية وتهديدات جيش الاحتلال بمهاجمة واجتياح محافظة رفح (جنوب قطاع غزة) والتي تضم أكثر من مليون و400 ألف مواطن فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، ما ينذر بوقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى".
كما حذر المكتب من أن اجتياح رفح "قد يقع في أي وقت بالتزامن مع ارتكاب الجيش الإسرائيلي آلاف المجازر في محافظات قطاع غزة على مدار حرب الإبادة الجماعية".
وطالب أيضاً "مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري والعاجل واتخاذ قرار يضمن إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة".
جيش الاحتلال يستعد لاجتياح رفح
وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن جيش الاحتلال يستعد لاجتياح رفح، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أوضح أن العملية قد تبدأ خلال أسبوعين على أبعد تقدير.
تشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2- 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.