في تصريحات غير مسبوقة انتقد فيها حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس 8 فبراير/شباط 2024، أن "الرد العسكري الإسرائيلي" في غزة "جاوز الحد"، مضيفاً أنه يعمل من أجل التوصل إلى وقف مستدام للحرب.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: "أنا أرى، كما تعلمون، أن سلوك الرد في قطاع غزة جاوز الحد"، وأضاف أنه يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى وقف للحرب يتيح إطلاق سراح الأسرى لدى حماس.
وتابع بايدن قائلاً في تصريحاته: "إنني أضغط بشدة الآن من أجل وقف إطلاق النار هذا المرتبط بالرهائن.. هناك الكثير من الأبرياء الذين يتضورون جوعاً، والكثير من الأبرياء الذين يعيشون في كرب ويموتون، ويجب أن يتوقف ذلك".
انتقادات شديدة لبايدن
وتأتي تصريحات بايدن، وهي واحدة من أشد انتقاداته حدةً حتى الآن لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت يتعرض فيه الرئيس الديمقراطي لضغوط داخلية متزايدة للضغط على إسرائيل لوقف حربها ضد غزة.
فيما لم يرد البيت الأبيض على طلب لتقديم تفاصيل حول تصريحات بايدن.
وبدأ الاحتلال الإسرائيلي هجومه على غزة قبل أشهر، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضده؛ رداً على انتهاكاته بحق الفلسطينيين.
ومنذ ذلك الحين لم تكن هناك إلا هدنة واحدة استمرت أسبوعاً في نوفمبر/تشرين الثاني.
وزارة الخارجية السعودية بدورها قالت في بيان لها الأربعاء، إن السعودية أبلغت الولايات المتحدة بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويرفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس، مناطق في مدينة رفح الحدودية الجنوبية؛ حيث يقيم أكثر من نصف سكان القطاع، فيما يسعى دبلوماسيون إلى إنقاذ محادثات تهدف للتوصل لوقف لإطلاق النار.
وقال بايدن إنه يأمل أن يؤدي التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن إلى توقف مؤقت للقتال يمكن تمديده، وخلال توضيح طريقة تعامله مع الأزمة بدا أن بايدن يخلط بين تفاصيل جهوده الدبلوماسية، إذ إنه وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزعيم المكسيك.
وقال بايدن: "في البداية، لم يكن الرئيس المكسيكي السيسي يرغب في فتح البوابة للسماح بدخول المواد الإنسانية". وتابع: "لقد تحدثت معه. وأقنعته بفتح البوابة. وتحدثت إلى بيبي (أي نتنياهو) لفتح البوابة على الجانب الإسرائيلي".
ويسعى بايدن لإعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني، ويعتمد على دعم الناخبين الشباب والمنتمين للأقليات العرقية والدينية الذين يفضلون فوز الديمقراطيين بالانتخابات التي من المتوقع أن تكون محتدمة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب.