ستشهد دولة الاحتلال هجمات صاروخية ضخمة، تصل لمعدل 2500 إلى 3000 صاروخ يومياً، في حال نشبت حرب رسمية بين تل أبيب وحزب الله اللبناني، وذلك بحسب تقرير شارك في إعداده 100 من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الإسرائيليين.
بحسب التقرير الذي كشف عنه لأول مرة موقع Calcalist الإسرائيلي الجمعة 9 نوفمبر/شباط 2024، فإن حرب محتملة مع حزب الله أكثر تدميراً ودموية مما يتصور الإسرائيليون.
يقول التقرير: "ستبدأ الحرب متعددة الجبهات من الشمال بإطلاق حزب الله صواريخ ضخمة ومدمرة في كل مكان تقريباً في إسرائيل. ستكون عمليات الإطلاق ضخمة، وستشمل صواريخ غير دقيقة، وأخرى دقيقة بعيدة المدى. سيركز حزب الله جهوده من وقت لآخر، ويطلق وابلاً هائلاً من الصواريخ على خليةٍ ميدانية واحدة: قاعدة مهمة للجيش الإسرائيلي أو مدينة في دان غوش. وسوف يستمر إطلاق النار يوماً بعد يوم، حتى اليوم الأخير من الحرب.
بحسب التقرير، فمن المتوقّع سقوط آلاف القتلى في المدن، مما سيسبب ذعراً عاماً.
كما أن أحد الأهداف الرئيسية لإطلاق النار، والذي سيأتي في وقت واحد من عدة اتجاهات سيكون إحداث انهيار في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، حيث ستحاول الطائرات المسيَّرة وصواريخ كروز إلحاق الضرر الجسدي ببطاريات القبة الحديدية وتدميرها.
يقول التقرير: "سيعرِّض معدل إطلاق النار التكنولوجيا الإسرائيلية لتحديات لم تواجهها بعد. سوف ينفد مخزون صواريخ القبة الحديدية ونظام مقلاع داوود الاعتراضي خلال أيام قليلة على الأكثر من بداية القتال، وستكون إسرائيل معرضة لآلاف الصواريخ والقذائف طوال ساعات اليوم دون دفاع فعال، وبالتأكيد ليس محكماً".
في الوقت نفسه، سيحاول حزب الله تعطيل أنشطة سلاح الجو والحد من قدرته حيث ستُوجَّه الصواريخ الثقيلة والدقيقة إلى المدارج على فترات تمنع أو تجعل من الصعب استعادتها. وستُوجَّه نيرانٌ كثيفة نحو قواعد الطائرات التي تُخزَّن فيها طائرات إف-15 وإف-16 وإف-35، والتي تشكل قاعدة الجزء الأكبر من القوة الجوية القتالية الإسرائيلية.
كما ستُوجَّه الصواريخ الدقيقة ذات الرؤوس الحربية التي تزن مئات الكيلوغرامات، بما في ذلك صواريخ كروز، إلى البنية التحتية الحيوية: محطات توليد الكهرباء والبنى التحتية لقطاع الكهرباء ومرافق تحلية المياه ونقلها. وسوف تُغلَق الموانئ في حيفا وأشدود، ومعها تجارة البضائع الدولية.
كذلك ستطير أسراب من عشرات الطائرات المسيَّرة الانتحارية الإيرانية على ارتفاع منخفض للغاية نحو أهداف ذات قيمةٍ عالية في عمق إسرائيل، في محاولة لضرب مصانع الأسلحة ومستودعات الطوارئ التابعة للجيش الإسرائيلي والمستشفيات، التي ستكون مكتظة بالجرحى بأعداد هائلة، بحسب التقرير.
لن يكون هذا هجوماً نارياً فحسب، يقول التقرير: "ستكون البنى التحتية الحيوية للنقل ووسائل الاتصال والمواقع الإلكترونية للوزارات الحكومية والسلطات المحلية هدفاً لهجمات سيبرانية واسعة النطاق، إلى حد خطر تعطيل عمل الاقتصاد بشكل خطير. ستكون حركة المرور على الطرق صعبة وخطيرة لأن أنظمة التحكم في الإشارات الضوئية ستنهار وستتساقط الصواريخ في كل مكان، وستؤدي الاضطرابات واسعة النطاق إلى قطع طرق المرور المركزية".
على الأرض، "سوف تشتد الفوضى عندما يرسل حزب الله مئات من مقاتلي الرضوان، قوة المغاوير الخاصة بالحزب، إلى الأراضي الإسرائيلية في محاولة للسيطرة على المستوطنات على طول الحدود مع لبنان ومواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى التعامل مع القتال والمناوشات مع مقاتلي حزب الله داخل الأراضي الإسرائيلية، على حساب توجيه الجهود إلى عمليات فورية في لبنان والمناورة البرية للسيطرة على مناطق الإطلاق".
على الصعيد الداخلي، سيجد الجمهور الإسرائيلي صعوبة لعدة أيام في الحصول على معلومات حديثة وموثوقة حول الوضع، وسيفقد الثقة في الرسائل التي سيتلقاها من المسؤولين والمتحدثين الرسميين. وسيزداد القلق والذعر نظراً لكثرة الضحايا والأضرار الجسيمة وانقطاع الكهرباء والمياه وتأخر وصول قوات الإنقاذ إلى مواقع الدمار وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية مثل الغذاء والدواء. سيزيد حزب الله من القلق والارتباك لدى الجمهور الإسرائيلي من خلال الحرب النفسية المتواصلة، وسيطلق حملةً واسعة النطاق من خلال إغراق وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالتهديدات والمعلومات المضللة التي من شأنها تعميق الانقسامات الداخلية.
وبعد نحو 3 أسابيع من النار والدم، سيؤدي حجم الأضرار غير المسبوقة في لبنان وإسرائيل إلى انتهاء الحملة بشعور محبط بـ"التعادل"، تحت ضغط المجتمع الدولي. وحتى في الساعات الأخيرة من الحرب، سيواصل حزب الله إطلاق الصواريخ والقذائف على الجبهة الداخلية وفق خطة إطلاق ممنهجة، مع تفعيل منظومات الإطلاق من عمق الأراضي اللبنانية من منصات الإطلاق التي أعدها مسبقاً.
هذا السيناريو المرعب بالنسبة لإسرائيل هو نتيجة دراسة بدأت قبل نحو 3 سنوات في معهد سياسات مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، وفي نهاية الدراسة أُعِدَّ تقريرٌ لم يُكتَب مثله من قبله تحت عنوان "التعامل مع تحديات الجبهة القتالية وكسب الحملة".
التقرير المُكوَّن من 130 صفحة هو عمل شاركت فيه 6 مراكز بحثية تتألَّف من 100 خبير وأكاديمي ومسؤول حكومي أمني سابق، درسوا جميعاً الجوانب الحاسمة المتعلقة باستعداد الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية.