أُعلن في إسرائيل عن وفاة جندي متأثراً بإصابته بعدوى فطريات خطيرة في غزة قبل شهر ونصف الشهر، خلال مشاركته في العدوان الإسرائيلي على القطاع، وقال موقع "واينت" الإسرائيلي، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024، إن جندي الاحتياط كان قد تعرَّض لإصابة بقذيفة "آر بي جي" وأصيب بالتهاب حاد.
الموقع الإسرائيلي أوضح أن أحد جنود الاحتياط في العشرينيات من عمره "توفي في مركز شيبا الطبي في تل هشومير، نتيجة إصابته قبل نحو شهر ونصف الشهر بعدوى فطريات خطيرة في غزة"، ولم يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسمياً وفاة الجندي.
كانت وسائل إعلام عبرية تحدَّثت في الأسابيع الماضية عن إصابة جنود إسرائيليين بعدوى فطريات خطيرة في غزة. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أنه "في ديسمبر/كانون الأول الماضي، توفي جندي إثر إصابته أيضاً بالفطريات الملوثة التي نشأت في التربة، بعد أن انتشرت في جميع أنحاء جسده".
كما أضافت: "في الأسابيع الأخيرة، وعلى خلفية القتال الذي يخوضه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حذرت نقابة أطباء الصحة العامة من البكتيريا والفطريات المقاومة التي قد يصاب بها الجنود في قطاع غزة، بسبب سوء الظروف الصحية".
فطريات خطيرة في غزة قتلت الجندي
بينما نقل موقع "واينت" عن البروفيسور أرنون أفيك، نائب مدير عام مستشفى شيبا قوله إنه بالإضافة إلى الإصابات الخطيرة في الأطراف والبطن، تبيَّن أن الجندي مصاب بالالتهابات والفطريات التي تظهر في الإصابات البليغة.
كما أشار إلى أنه عادة ما يكون من الممكن علاجها بالعلاج المضاد للفطريات، ولكن في هذه الحالة العلاج التقليدي لم يوقف العدوى، ولذلك تحول المستشفى إلى شركة فايزر، التي تطور، من بين أمور أخرى، أدوية للفطريات المختلفة، لكن العلاج الذي قدمته لم يُنقذ الجندي.
خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان"، إن جندياً إسرائيلياً توفي في المستشفى بعد إصابته بنوع خطير من الفطريات أثناء القتال في غزة. ونقل تقرير الهيئة أن الجندي نقل إلى مركز أسوتا في أشدود قبل أسبوعين، وكان مصاباً بجروح خطيرة في أطرافه.
رغم الإجراءات الطبية والعناية الفائقة التي قدمت له، فإن نوع الفطر الذي أصيب به كان مقاوماً للأدوية، ما أدى في نهاية المطاف إلى وفاة الجندي.
بينما يعتقد أن حوالي عشرة جنود أصيبوا بعدوى فطريات خطيرة في غزة، ويخضعون للعلاج في مستشفيات إسرائيل، حسبما قال المدير السابق لوحدة الأمراض المعدية في مركز شيبا الطبي لإذاعة "كان".
فيما يرجح الأطباء أن مصدر الفطريات هو التربة الملوثة بمياه الصرف الصحي، حيث تنتقل العدوى من خلال الجروح التي يصاب بها الجنود الذين يقاتلون في غزة، حيث يصعب إبقاؤها معقمة بسبب الظروف على الأرض.
جنود الاحتلال يعانون من مشكلات صحية
كما كشفت الأخبار الواردة عن الهيئات الصحية الإسرائيلية في الأيام الماضية عن زيادة في حالات الإصابة بعدوى القدم والفطريات بين جنود جيش الاحتلال العائدين من قطاع غزة، وفق ما ذكره موقع Ynet الإسرائيلي، الخميس 4 يناير/كانون الثاني الماضي.
الموقع نقل عن الأطباء قولهم إن هذه الظاهرة شائعة في الحملات العسكرية الطويلة، لا سيما أن كثيراً من هؤلاء الجنود لا يخلعون أحذيتهم طيلة أيام، حيث يخوض جيش الاحتلال عدواناً مستمراً على قطاع غزة منذ نحو 3 أشهر.
فيما كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد أوردت أن جنود جيش الاحتلال في غزة يعانون مشكلات صحية مختلفة، منها التسمم الغذائي والأمراض المعوية التي نتج بعضها عن تلوث التبرعات الغذائية التي تُرسل إلى الجنود، علاوة على التهابات الجروح والعدوى بأنواع من البكتيريا المقاومة، التي أُصيب بها بعض الجنود الجرحى الذين نُقلوا للعلاج الطبي في إسرائيل.
بينما قال الدكتور ليران ليفي، مدير قسم زراعة الرئة في مركز شيبا الطبي في مستشفى تل هشومير، والمتطوع في كتيبة غيفن التي شاركت في القتال بقطاع غزة، إن "مجموعة غير قليلة من الجنود قالوا إنهم يعانون التهابات مؤلمة، ويبدو أنهم مصابون بفطريات جلدية خطيرة".
الطبيب أوضح أن ذلك يعود "لأنهم في الخدمة معظم الوقت، ولا يخلعون أحذيتهم، ومن ثم تتراكم الرطوبة على أقدامهم، ولا يغيّرون الجوارب كل يوم، وربما لا يستحمون لأسابيع. ومن ثم يجتمع عليهم هذا المزيج من عوامل الرطوبة وفطريات الأظافر والجلد التي تسبب أحياناً جروحاً شديدة ومؤلمة".