كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن إسرائيل رفضت 22 طلباً قدمها خلال الشهر الماضي لفتح حواجز التفتيش المقامة في "وادي غزة" بغية توصيل المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر الذي يعيش وضعاً مأساوياً منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
إذ قال المكتب في بيان، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024: "من الضروري التحرك مبكراً؛ نظراً للازدحام المروري الشديد حول المستودعات وارتفاع مستوى الاحتياجات الإنسانية"، حسب ما جاء في تقرير لوكالة الأناضول.
كما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه قدم خلال يناير/كانون الثاني الماضي 22 طلباً لإسرائيل من أجل فتح حواجز التفتيش بغية الوصول بسرعة إلى وادي غزة، مشدداً على أنه لم يتلق أي رد بخصوص تلك الطلبات.
يأتي ذلك بعد أن صرح متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الإثنين 5 فبراير/شباط، بأن إسرائيل تواصل عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن 10 عمليات مساعدات فقط وصلت شمال قطاع غزة المحاصر، من أصل 61 عملية في يناير/كانون الثاني.
حيث قسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بعد احتلاله إلى ثلاثة أقسام، ووضع حواجز تفتيش في النقاط المقسمة، حيث لا يُسمح بالمرور عبرها دون الحصول على إذن إسرائيلي، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.
فيما حذرت الأمم المتحدة سابقاً من أن 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في قطاع غزة الواقع تحت هجوم مكثف من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 4 أشهر، ما تسبب في استشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.
بينما قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، إن إسرائيل استخدمت القوة غير المتناسبة ضد المدنيين في هجماتها على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما استعملت الجوع "وسيلة قمع" للمدنيين، وارتكاب "جريمة إبادة جماعية".
أزمة كبيرة في شمال قطاع غزة المحاصر
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها فخري للأناضول، وصف فيها استخدام إسرائيل للجوع بأنه "سلاح إبادة جماعية" في غزة. وذكر أن "إسرائيل كثفت هجماتها لمنع المدنيين من الوصول إلى الغذاء والماء، وتقوم فرق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بمساعدة المحتاجين ويكاد يكون من المستحيل الوصول إلى الجميع، والسبب الأكبر لذلك هو منع إسرائيل المساعدات الإنسانية".
كما أوضح أن "المجاعة بدأت بعد منع إسرائيل دخول الغذاء والماء إلى غزة، وأحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة كشفت أن نحو ربع سكان غزة يعانون الجوع والبقية يعانون سوء التغذية".
تابع قائلاً إن "إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة وتستخدم الغذاء سلاحا ضد الشعب الفلسطيني، نعلم أن 2.2 مليون شخص يعانون الجوع في غزة، لم يسبق لنا أن رأينا مثل هذا العدد من الناس يتضورون جوعا تماما".
بينما أكد المقرر الأممي أن "الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 16 عاماً هو أحد أسباب صعوبة الوصول إلى الغذاء، واستهدفت البنية التحتية المدنية والمستشفيات والمخابز في هجماتها بطريقة مخططة".
فيما شدد على أن "أحد أهداف إسرائيل الأساسية هو تدمير النظام الغذائي في غزة وإجبار الفلسطينيين على مغادرة المنطقة.. إسرائيل تحاول إغلاق جميع الطرق البديلة أمام الناس للحصول على الغذاء".
كما اعتبر أن "منع إسرائيل لسكان غزة من الوصول إلى الغذاء يعد جريمة حرب، إسرائيل جعلت غزة غير صالحة للسكن، ومن الواضح أن هذه جريمة حرب؛ لأن هناك هجمات عشوائية وغير متناسبة ضد أهداف مدنية، وبعبارة حقوق الإنسان، هذا هي الإبادة الجماعية، الفلسطينيون مستهدفون ببساطة لأنهم فلسطينيون".
المقرر الأممي ختم بالقول: "تشير آخر التقارير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر نحو 22% من الأراضي الزراعية شمال قطاع غزة المحاصر منذ بدء الهجوم البري، بالإضافة إلى تدمير 70% من قوارب الصيد، وأكثر من 60% من منازل الفلسطينيين في غزة".
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الثلاثاء 6 فبراير/شباط، 27 ألفا و585 شهيداً و66 ألفا و978 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.