أكد مصدر في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لـ"عربي بوست"، الثلاثاء 6 يناير/كانون الثاني 2024، أن "الرد الذي سلّمته الحركة إلى مصر وقطر تضمن تعديلات جوهرية على اتفاق إطار باريس"، مشدداً على أن الحركة "أكدت في ردها على أنها تنظر بإيجابية إلى مقترح يفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار، ورفع كامل للحصار عن قطاع غزة".
المصدر نفسه أشار إلى أن اتفاق إطار باريس "يهدف إلى تسليم المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة دون ثمن ومقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". بينما "لم يتضمّن تعهدات بوقف إطلاق النار وتهدئة مؤقتة".
إلى جانب ذلك، أوضح المصدر، في حديثه مع الموقع أن "المقترح لم يتضمن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة وحرية التحرك؛ وهو شرط تتمسك به الحركة".
كما أشار إلى أن التعديلات التي طالبت بها الحركة بالتشاور مع فصائل المقاومة "تتضمن جداول زمنية بالأرقام تتعلق بوقف إطلاق نار وسحب الآليات من القطاع وعودة النازحين إلى مناطقهم وإعادة الإعمار والسماح بسفر الجرحى".
وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد عبد الرحمن آل ثاني، قد أكد الثلاثاء، أنه تسلّم الوسطاء رداً من حركة حماس بشأن "اتفاق إطار يتضمن بعض الملاحظات، وفي مجمله إيجابي"، فيما قالت الحركة إنها تعاملت مع المفاوضات بروح إيجابية.
رئيس الوزراء القطري أوضح: "لا يمكن كشف تفاصيل الاتفاق الإطاري في هذا الوقت الحساس".
كما اعتبر أن الجميع فشل في "وقف مسلسل العنف والدم، على الرغم من مرور 4 أشهر"، كما دعا "المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية لفرض وقف فوري لإطلاق النار".
من جهتها، قالت "حماس" إنها سلّمت "ردها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر، وذلك بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة".
وأضافت الحركة، في بيان، أنها "تعاملت مع المقترح بروح إيجابية؛ بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، بما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
كما ثمّنت حماس "دور الأشقاء في مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على شعبنا".
واختتمت الحركة بيانها بتحية الشعب الفلسطيني على "صموده الأسطوري ومقاومته الباسلة، خاصة في قطاع غزة"، والتأكيد على أن "حركة حماس ومع كافة القوى والفصائل الوطنية ماضون في الدفاع عن شعبنا، على طريق إنهاء الاحتلال، وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في أرضه ومقدساته".
في أول رد له قال وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن إنه سيناقش "رد حماس على المبادرة غداً مع الحكومة الإسرائيلية"
وأضاف: "سيتعين القيام بالكثير من العمل، لكن أمريكا مستمرة في الاعتقاد بإمكان التوصل لاتفاق".
وأردف أن "أمريكا ملتزمة باستخدام أي هدنة لمواصلة البناء على المسار الدبلوماسي للمضي قدماً نحو سلام عادل ودائم".
قبل أن يشدد على أن واشنطن ستواصل "استخدام جميع الوسائل المتاحة لنا للوصول إلى هدنة ممتدة يخرج خلالها الرهائن من غزة".
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 136 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين، لكن لا تأكيد بشأن العدد النهائي لدى الطرفين.
وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 239 شخصاً على الأقل في بلدات ومدن محيط غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكانت وساطة قطرية – بدعم مصري أمريكي- قد نجحت في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أسبوعاً، تم خلاله إطلاق سراح 240 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى المقاومة في غزة، من بينهم نحو 80 إسرائيلياً.