كشف موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي، في تقرير له الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، عن تفاصيل العرض الذي قدمه آموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، خلال زيارته لإسرائيل، الأحد 4 فبراير/شباط 2024، والذي يضم النقاط الرئيسية التي تخص الترتيبات السياسية التي يروج لها بين إسرائيل ولبنان، على خلفية المفاوضات بين الولايات المتحدة وفرنسا والحكومة في بيروت، والتي ضمت حزب الله.
تتضمن ترتيبات هوكشتاين مرحلتين: في المرحلة الأولى، سوف تتوقف الأعمال العدائية من جانب حزب الله وسوف تنسحب عناصره وتتجه شمالاً على بعد نحو ثمانية أو عشرة كيلومترات من الحدود، وبعد ذلك سوف يعود مستوطنو الاحتلال إلى المنازل التي استوطنوها، وسوف يكون هناك انتشار على نطاق واسع لقوات الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)؛ للمحافظة على الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الحدود، والسماح بتحديد الحدود البرية (وضمن ذلك النقاط الـ13 محل الخلاف بين البلدين)، وفي الوقت ذاته سوف تدرس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إمكانية منح اللبنانيين (مكافآت اقتصادية).
ضوء أخضر
تلقى هوكشتاين ضوءاً أخضر لهذه الترتيبات من لبنان، ولكن لم يتضح ما إذا كانت الاتفاقية تحظى بقبول من جانب حزب الله. وطلب المبعوث الأمريكي، الذي التقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، من إسرائيل منح فرصة لتسويته.
أوضح غالانت لهوكشتاين أن إسرائيل ملتزمة بتحسين الموقف الأمني في الشمال، وهو ما يتضمن عودة السكان إلى المنازل بعد إنهاء تهديدات الهجمات والقصف المباشر من الأراضي اللبنانية.
ناقش غالانت والمبعوث الأمريكي العديد من الخيارات لتعزيز الطرق السياسية التي سوف تؤدي إلى إنهاء الصراع عند الحدود الشمالية. وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن التزام إسرائيل تجاه المستوطنين في الشمال أهم من أي التزام آخر، وقال إن الاحتلال مستعد لحل الأزمة سياسياً، لكنه متأهب أيضاً لأية احتمالات أخرى.
التحديات التي تقف في طريق التسوية
تُثار تساؤلات حول سياق إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني أو إلى مسافة أقل، تصل إلى 12 كيلومتراً عن الحدود، وتتعلق هذه التساؤلات بطريقة تنفيذ هذه العملية. فقد رسخ حزب الله أقدامه في القرى الحدودية. ويعيش عناصره في البلدات التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل.
على سبيل المثال، ينحدر اثنان من عناصر حزب الله الذين قُتلوا مؤخراً، من بلدة الطيبة التي تبعد نحو 5 كيلومترات فقط من بلدة المطلة التي تقع شمال إسرائيل.
وينتشر كثير من عناصر حزب الله عند الحدود اللبنانية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الأراضي الإسرائيلية. ويعيش هؤلاء في هذه البلدات ويعملون ويمارسون أنشطة روتينية إلى أن يستخدمهم حزب الله لتنفيذ مهماته.
ويقول موقع Ynet إنه لم يكن واضحاً كيف سيُبعَد التهديد الذي يشكله حزب الله، سواء كان بالتخلص من الأسلحة الثقيلة والاستراتيجية من المناطق القريبة من إسرائيل، أم عبر مغادرة حزب الله المواقع القريبة من الحدود، أم خروج عناصر حزب الله الذين يعيشون مع عائلاتهم في المنطقة.
ويشير الموقع كذلك إلى أنه سيكون من الضروري توسيع نطاق سيطرة وصلاحيات "اليونيفيل" والجيش اللبناني على الجنوب، وهو ما يصعب تنفيذه الآن لسببين: الأول أن حزب الله لا يريد عقد أي محادثات حول جنوب لبنان قبل أن تتوقف الهجمات التي تُنفذ ضد قطاع غزة، وقد أوضح ذلك أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة.
ويتمثل السبب الثاني في الأزمة الرئاسية في لبنان والموقف الاجتماعي والاقتصادي الذي لا يسمح باستقرار صنع القرار على المدى الطويل. وحتى لو اتُّخذ قرار حول المعايير التي تحدد ما الذي سيتضمنه إبعاد حزب الله عن الحدود وكيفية ترجمة ذلك على الأرض، فسيكون من الضروري حل قضايا السياسية الداخلية في لبنان من أجل التوصل إلى تطبيق ناجع لهذه القرارات، وحتى ذلك الحين سيكون من الصعب رصد أي تغيير في هذه المنطقة.