كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم""، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، أن مصر وجهت رسائل شديدة اللهجة إلى تل أبيب، عبَّرت فيها عن مخاوفها من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خلال العملية العسكرية المحتملة في رفح، مشيرة إلى أنها هددت بتعليق أو إلغاء اتفاقية السلام بين الجانبين.
الصحيفة الإسرائيلية قالت إن الرسائل المصرية تم نقلها خلال سلسلة من الاتصالات بين كبار المسؤولين المصريين ونظرائهم الإسرائيليين، وتم نقل محتواها إلى القيادات السياسية والأمنية في تل أبيب، وشددت القاهرة على أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء سيكون خطاً أحمر.
وفقاً لمصادر للصحيفة، كانت الرسالة المصرية هي أنه "إذا عبر لاجئ فلسطيني واحد فإن اتفاق السلام سيلغى"، فيما ذكر مصدر آخر أن الرسالة المصرية كانت أكثر اعتدالاً، وبموجبها فإنه "إذا ما مر حتى لاجئ واحد، فإن اتفاق السلام سيعلق".
مخاوف مصرية من تصريحات إسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء
المصدران أوضحا أن الرسائل القاسية التي أرسلتها مصر عبارة عن مزيج من الغضب والقلق. وينبع ذلك عقب تصريحات وأوراق موقف مختلفة تناقش تهجير الفلسطينيين إلى سيناء كحل محتمل لمشاكل القطاع، وكان أبرزها من وزيرة الاستخبارات غيلا غمليئيل، وتصريحات مماثلة من وزراء وأعضاء كنيست، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي كررها في مناسبات عدة.
القلق المصري يتركز في مخاوف عبور مئات آلاف الفلسطينيين في غزة إلى سيناء وبقائهم هناك، ووفقاً للمصدر الذي تحدث للصحيفة، فإنه لا يمكن لأي دولة أن توافق على استيعاب مثل هذا العدد من اللاجئين الفلسطينيين، وهم سيصبحون مشكلة مصرية دائمة.
ينبع القلق المصري من سيناريوهين: الأول أن يحاول الفلسطينيون ترك غزة على خلفية الوضع الإنساني المتهالك في القطاع، والثاني هو أن يحاول الفلسطينيون الفرار خوفاً من أن يصابوا في الحرب، ولهذا السبب أوضحت مصر لإسرائيل أنها تعارض بشدة توسيع القتال إلى رفح والسيطرة على طريق فلادلفيا.
في رفح يتركز اليوم نحو 1.4 مليون من أصل 2.2 مليون من مواطني القطاع، وفي مصر يخشون من أن عملية إسرائيلية في المدينة ستؤدي إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وبما أن إسرائيل تمنع عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم في شمال القطاع، فإنها عملياً لا تترك لهم أي إمكانية غير الفرار جنوباً.
تقول تل أبيب إن "رفح لديها لواء من أربع كتائب في حركة حماس، وتعتبر هزيمتها مطلوبة كجزء من هدف القضاء على القدرة العسكرية للحركة في القطاع، كما أن السيطرة على طريق فيلادلفيا أمر حيوي أيضاً من أجل قطع حركة التهريب النشطة بين سيناء وغزة".
وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن هناك العشرات من أنفاق التهريب في المنطقة، ولا يزال بعضها نشطًا حتى اليوم.
الصحيفة تقول إن هناك حلولاً دائمة محتملة، أبرزها تواجد إسرائيلي في المنطقة، وبناء حاجز تحت الأرض مماثل للسياج الحدودي مع قطاع غزة، وتمركز قوة متعددة الجنسيات، ونشر قوة مصرية معززة، ومن المرجح أن تسعى تل أبيب إلى الجمع بين عدة حلول بالتوازي، مثل الجدار المعزز بنشاط مصري أو دولي دائم، أو مزيج من ذلك.
كما أضافت أن فرص وجود إسرائيلي دائم ضئيلة، لأنه سيُنظر إليه دولياً على أنه إعادة احتلال للقطاع، ويتطلب من إسرائيل فعلياً الاهتمام بشؤونها اليومية، لكن تل أبيب أعلنت بالفعل أنها تنوي فك الارتباط بشكل كامل عن غزة بعد الحرب.
شخصيات عدة في إسرائيل يقولون إن على تل أبيب أن تتحرك لتخفيف مخاوف مصر من أن تضر حرب غزة بالمصالح المصرية الرئيسية، وعلى رأسها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، كما ينبغي النظر إلى التهديد المصري الصريح باعتباره إشارة تحذير، بأن "إسرائيل تلعب بالنار، وتُعرض للخطر اتفاقَ السلام الأول الذي وقعته، والذي يشكل حجر الزاوية في علاقاتها مع العالم العربي برمته".