شنت مقاتلات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024، سلسلة غارات قرب الحدود الفلسطينية المصرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأفاد شهود أن هذه الغارات الإسرائيلية قرب الحدود الفلسطينية المصرية مستمرة منذ عصر الثلاثاء.
وأكدت مصادر طبية، أن إحدى هذه الغارات تسببت عصراً بمقتل فلسطيني وإصابة آخرين بجراح مختلفة، فيما خلفت أضراراً مادية بممتلكات المواطنين.
وتسببت هذه الغارات بحالة من "الذعر والرعب في صفوف النازحين، الذين يقيمون داخل خيام نصبت قرب الحدود الفلسطينية المصرية"، بحسب المراسل.
مع استمرار موجات النزوح إلى مدينة رفح التي باتت تضم 1.5 مليون فلسطيني، بحسب تقديرات أممية وفلسطينية، فإن خيام النزوح أصبحت تلاصق المنطقة الحدودية هذه.
في الأيام الأخيرة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته في مدينة رفح، حيث استهدف خلالها منازل مدنيين تضم نازحين، ومواقع قرب المنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية.
تهديدات من غالانت
الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن رفح في جنوبي قطاع غزة، هي الهدف التالي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد خان يونس، في الوقت الذي نزح فيه المئات من العائلات الفلسطينية صوب المدينة؛ فراراً من القصف الكثيف لطيران الاحتلال.
في مؤتمر صحفي عقده بتل أبيب، ونقلته هيئة البث الإسرائيلية، قال غالانت: "بعد إكمال المهمة العسكرية في خان يونس، ستبدأ عملية بمنطقة رفح للقضاء على (إرهابيي) حماس الذين يختبئون هناك"، وفق تعبيره.
ثم تابع: "سنصل إلى الأماكن التي لم نقاتل فيها بعد، في وسط قطاع غزة وفي الجنوب، وإلى معقل حماس المتبقي، رفح".
كما زعم غالانت أنه "يجب على كل (إرهابي) يختبئ في رفح، أن يعلم أن نهايته ستكون مثل تلك التي في خان يونس ومدينة غزة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "رداً على سؤال حول العراقيل التي تضعها مصر في ما يتعلق بالعملية في رفح، أجاب غالانت: سنصل إلى هناك أيضاً، لن أقول كيف".
كما ادعى وزير الدفاع، وفق هيئة البث، أنه "في نهاية القتال، لن تعود حماس تسيطر على غزة، وإن أنشطة الجيش الإسرائيلي ستستمر في الأشهر المقبلة".
ووصف غالانت العملية البرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأنها "واحدة من أكثر العمليات تعقيداً في تاريخ الحروب".
رغم التحذيرات الدولية
في الأسابيع الأخيرة صدرت تحذيرات من منظمات حقوقية وإنسانية دولية، من أن أي نشاط عسكري إسرائيلي في رفح سيؤدي الى إزهاق كثير من الأرواح.
وتعتبر رفح حالياً من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة، بعد إجبار الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من سكان شمالي القطاع على النزوح إلى هناك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الثلاثاء "27 ألفاً و585 شهيداً و66 ألفاً و978 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.