أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد 4 فبراير/شباط 2024، استشهاد 30 فلسطينياً بقصف إسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية في مدينة دير البلح وسط غزة، فيما شهد القطاع سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مناطق متفرقة؛ مما أسفر عن سقوط شهداء وتدمير منازل للمواطنين، وتخريب بالبنية التحتية، إلى جانب تواصل الاشتباكات بين جيش الاحتلال والمقاومة.
وذكر المكتب في بيان، أن "قصفاً إسرائيلياً أوقع خلال الـ24 ساعة الماضية 30 شهيداً في منطقة دير البلح التي ادعت إسرائيل أنها منطقة آمنة، وكان جيشها دعا المواطنين إلى اللجوء إليها ثم ارتكب فيها مجزرة مُروّعة".
جرائم جديدة
أضاف البيان: "يأتي هذا ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال (الإسرائيلي) ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة".
ثم تابع: "جيش الاحتلال استهدف منازل المواطنين الآمنة بالقصف المباشر من الطائرات الحربية، كما قام بقصف مسجد في نفس المنطقة، ما أدى إلى ارتقاء هذا العدد الكبير من الشهداء".
المكتب الحكومي حمّل إسرائيل والمجتمع الدولي "المسؤولية عن المجازر المروعة" بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.
وناشد دول العالم "التدخل الفوري والعاجل من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف المدنيين والأطفال والنساء".
هجمات في دير البلح وخان يونس ورفح
فقد أفاد شهود عيان في مدينة دير البلح بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف ثلاثة منازل ومسجد الشهداء في مدينة دير البلح؛ ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وتسبب في دمار واسع في المنازل المجاورة والبنية التحتية.
كما أوضح شهود العيان أن طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية قاموا بإجلاء المصابين والقتلى من تلك الغارة التي استهدفت المنزل والمسجد باستخدام أدوات بسيطة.
في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي قام في الساعات الأخيرة بقصف مناطق متفرقة في المدينة، باستخدام الطائرات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى (لم يحدد عددهم).
وأفاد شهود عيان أن المناطق الغربية لمدينة خان يونس تشهد اشتباكات بين عناصر من الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي المتوغل لتلك المناطق.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان: "كارثة إنسانية في مستشفى الأمل المحاصر بعد 14 يوماً من الحصار، ونفاد مخزون الطعام للنازحين، وكميات الوقود المتوفرة تكفي لمدة أسبوع واحد فقط لتشغيل المستشفى".
وأضافت: "نفدت بعض المستهلكات الطبية والأدوية وشح شديد في أدوية الأمراض المزمنة، وهناك شح للاحتياجات الرئيسية لبعض الفئات الخاصة كحليب وحفاظات الأطفال وحفاظات كبار السن وذوي الإعاقة".
وفي رفح قامت خلال الساعات الماضية، بغارات على مدينة رفح، استهدفت منازل لمدنيين وسيارة فارغة وأراضي زراعية؛ما أدى لسقوط جرحى من الفلسطينيين.
وأفاد شهود عيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارتين في حي الجنينة شرقي مدينة رفح؛ الأولى استهدفت سيارة فارغة بجوار المقبرة، والثانية استهدفت أرضاً فارغة بجوار مفترق عدنان أبو طه، مما أسفر عن إصابة عدد من المارة.
بينما تستضيف رفح حالياً أكثر من نصف سكان غزة، الذين شرَّدتهم الحرب، وهي أيضاً الطريق الرئيسي للمساعدات الإنسانية لنحو 2.3 مليون شخص في حاجة ماسة إليها.
اشتباكات وعمليات
في سياق متصل، أفاد شهود عيان، بأنه يسمع صوت اشتباكات عنيفة في المناطق الغربية والجنوبية لمدينة غزة، والمناطق الغربية لمدينة خان يونس(جنوب)، كما تشاهد أعمدة الدخان تتصاعد في السماء.
وذكر الشهود، في منطقة الصبرة جنوب مدينة غزة، أن المدفعية الإسرائيلية ما زالت تواصل قصفها لمنازل الفلسطينيين؛ مما أدى إلى مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين من عائلة الرنتيسي الذين نزحوا إلى تلك المنطقة من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
كما أوضح الشهود أن الآليات العسكرية الإسرائيلية لا تزال متمركزة بالقرب من دوار الاتصالات ودوار حيدر غرب مدينة غزة.
وتتمركز أيضاً في منطقة الصناعة، والجوازات، حيث تطلق القذائف تجاه مناطق فلسطينية غرب وجنوب المدينة، بحسب الشهود.
فيما تحلق طائرات حربية بشكل مستمر، وتقوم طائرات من نوع "كواد كابتر" بإطلاق الرصاص الحي على كل من يتواجد في الشوارع، وفقاً لشهود العيان.
بدورها، قالت كتائب "القسام"، إنها استهدفت، الأحد، 3 دبابات إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذائف "الياسين 105" في منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة.
كما أضافت في بيان مقتضب عبر منصة تليغرام: "تمكّن مجاهدو القسام من قنص جندي صهيوني في محيط منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة".
وقالت في بيان ثانٍ: "استهدفنا مجموعة من جنود الاحتلال تحصّنت داخل منزل بقذيفة TBG مضادة للتحصينات وأوقعوهم بين قتيل وجريح في محيط منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة".
وأضافت: "استهدفنا 3 دبابات صهيونية من نوع ميركافا 4 وجرافة عسكرية من نوع D9 بقذائف الياسين 105 في حي الصبرة بمدينة غزة".
فيما قالت "سرايا القدس" في بيان إن عناصرها "بعد عودتهم من مناطق الاشتباك أوقعوا قوة إسرائيلية في كمين محكم في محور التقدم المعسكر الغربي بخان يونس واشتبكوا معها من مسافة صفر، وأكدوا مقتل جنديين اثنين وإصابة عدد منهم".
وأضافت، في بيان ثانٍ: "نخوض اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محاور التقدم غرب وجنوب غرب خان يونس".
من جهته، أعلن أبو عبيدة، متحدث "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، تدمير 43 آلية عسكرية إسرائيلية كلياً أو جزئياً، وقتل وإصابة جنود إسرائيليين، وقصف مدينة تل أبيب، خلال الأيام الماضية.
وقال أبو عبيدة، في بيان: "تمكنّا، خلال الأيام الماضية (دون تحديد عددها)، من تدمير 43 آلية عسكرية، كلياً أو جزئياً، والإجهاز على 15 جندياً صهيونياً من نقطة الصفر".
ثم أضاف مقاتلو القسام: "قنصوا ضابطاً وجندياً (إسرائيليين)، وأوقعوا عشرات بين قتيل وجريح، في 17 مهمة عسكرية مختلفة، تم خلالها استهداف القوات الصهيونية المتوغلة، بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والأسلحة الرشاشة".
كذلك أشار أبو عبيدة، إلى أنه "تم تفجير مدخل نفق في عدد من جنود العدو (الإسرائيلي)".
وكشف عن استيلاء مقاتلي القسام "على 4 طائرات درون، ودكّوا التحشدات العسكرية (الإسرائيلية) بقذائف الهاون في كافة محاور القتال، ووجّهوا رشقة صاروخية مكثفة نحو تل أبيب ومحيطها".
ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعقيب فوري على بيانات "القسام" و"سرايا القدس".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى الأحد 27 ألفاً و365 شهيداً و66 ألفاً و630 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسبّبت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
نحو 10 آلاف شاحنة مساعدات
في سياقٍ متصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، عن دخول 9831 شاحنة مساعدات إنسانية لقطاع غزة عبر معبري رفح البري الواصل مع مصر، وكرم أبو سالم الواصل مع إسرائيل جنوب القطاع، منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الأول من فبراير/شباط الجاري.
الجمعية قالت في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "منذ بدء دخول المساعدات الإنسانية في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الأول من فبراير/شباط الجاري، دخل القطاع 9831 شاحنة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، أي ما يعادل 94.5 يومياً".
كما أضافت: "تسلمت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 6947 شاحنة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي على طعام وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية وأدوية".
ثم تابعت: "بلغت إجمالي حصة الجمعية من الشاحنات المتسلمة عبر المعبرين 4990 شاحنة، وتم توزيع 4841 شاحنة لصالح (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا وجهات أخرى ذات العلاقة (لم تذكرها)".
ولفتت إلى أنها قامت بتسليم حصتها من المساعدات إلى وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات المعنية (لم تذكرها)، لتقوم بدورها بالتوزيع على المستفيدين.
وأكدت: "سلمنا خلال الفترة المذكورة ما نسبته 79% من حصتنا من الشاحنات الغذائية والإغاثية، لوزارة الشؤون الاجتماعية، وحوالي 16% للأونروا، ومؤسسات أخرى".
وعن المساعدات الطبية، قالت الجمعية: "سلمنا حوالي 72.5% من المساعدات الطبية لوزارة الصحة، و4% للأونروا، وحوالي 18% لمستشفيات المجتمع المحلي والخاصة".
يشار إلى أن إسرائيل فرضت على القطاع، حظراً خانقاً تضمّن منع إدخال الوقود والغذاء والدواء؛ ما فاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى الأحد 27 ألفاً و365 شهيداً و66 ألفاً و630 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.