أظهرت مقاطع فيديو نشرها عدد من النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 4 فبراير/شباط 2024، قيام السلطات المصرية بتشييد سور أسمنتي خلف السياج الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
وتكشف المقاطع قيام مجموعة من عمال البناء بتشييد صور أسمنتي سميك على بعد أمتار قليلة جداً من السياج الحديد الفاصل بين القطاع ومصر.
كما أظهرت مقاطع أخرى التقدم الكبير الحاصل على مستوى الأشغال، إذ تبين المشاهد أنه تم تشييد أمتار من السور على طول الحدود.
وعبر العديد من النشطاء عن استيائهم من الخطوة المصرية، خاصة أنها تأتي بعد أيام من المشاهد المؤثرة للأطفال وهم يتحدثون مع الجنود المصريين.
وقال أحد النشطاء: "يا مصر.. الخطر مش هيجيلك من أهل غزة (اللي لسه بيحبوكي)". وأضاف: "الخطر من جنرالك السفاح.. على غزة وعلى مصر".
قبل أيام، رصد نشطاء فلسطينيون تحركات من الجانب المصري من أجل تعزيز السياج الفاصل بين البلاد والقطاع.
حيث نقلت صور ومقاطع فيديو أعمال الترميم والبناء التي تقوم بها السلطات المصرية على مستوى السور أو أبراج المراقبة، إلى جانب معدات ثقيلة تنقل الرمال والأسمنت نحو الحدود.
هذه التحركات تأتي على خلفية الاتهامات التي وجهتها إسرائيل إلى مصر بدعوى غضها الطرف عن تهريب الأسلحة إلى القطاع، وهي التهم التي رفضتها القاهرة.
مساء الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، قالت مصر، في بيان صادر عن ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية، إنه قد "تم عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات من مدينة رفح المصرية وحتى الحدود مع غزة".
وأضاف: "وتم تدمير أكثر من 1500 نفق، كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودي مع القطاع الممتد لـ14 كيلومتراً، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله 6 أمتار فوق الأرض و6 أمتار تحت الأرض، فأصبحت هناك ثلاثة حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية، يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض، فمصر لديها السيادة الكاملة على أرضها، وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية، سواء مع قطاع غزة أو مع إسرائيل".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى الأحد 27 ألفاً و365 شهيداً و66 ألفاً و630 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.