أعلن رئيس السلفادور فلسطيني الأصل، نجيب بوكيلة، الأحد 4 فبراير/شباط 2024، فوزه بولاية رئاسية ثانية بعد حصوله على أكثر من 85% من الأصوات، ليكون أول رئيس للسلفادور يُنتخب لفترة ثانية مدتها 5 سنوات منذ ما يقارب 100 عام.
حيث كتب نجيب بوكيلة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "إكس"، الأحد: "وفق أرقامنا فقد فزنا في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 85% من الأصوات"، قبل أن يبدأ بعد دقائق إطلاق الألعاب النارية في العاصمة سان سلفادور.
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد توجه أكثر من 6,2 مليون ناخب، بينهم أكثر من 740 ألفاً في الخارج، إلى صناديق الاقتراع. وأدت حملة رئيس السلفادور، فلسطيني الأصل، على المخدرات والعصابات الإجرامية إلى تزايد شعبيته في البلاد.
قبل 5 سنوات من الآن، تمكن نجيب بوكيلة من الفوز بالانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، واعتبر فوزه برئاسة السلفادور آنذاك بمثابة زلزال سياسي، نظراً لأنه مرشح من خارج أكبر حزبين رئيسيين اعتادا تداول السلطة منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.
يعتبر رئيس السلفادور، فلسطيني الأصل، سياسياً ورجل أعمال، ولد في 24 يوليو/تموز 1981 في مدينة سان سلفادور بجمهورية السلفادور، عمل في سن مبكرة لم تتجاوز الـ19 عاماً في مجال ريادة الأعمال، ثم توجه للعمل السياسي عام 2012.
أصول رئيس السلفادور فلسطيني
بوكيلة من أب فلسطيني تعود أصوله إلى مدينة بيت لحم، وهو الدكتور ورجل الأعمال المسيحي المؤثر إرماندو بوكيلة قطان الذي اعتنق الإسلام لاحقاً، ثم أصبح إماماً لمسجد في السلفادور الذي بناه قرب مصنعه للنسيج.
بينما والدته السلفادورية أولغا أورتاز، وله 3 إخوة هم: يوسف وكريم وإبراهيم، وتزوج رئيس السلفادور، فلسطيني الأصل، عام 2015 من السلفادورية غابريالا رودريغيز.
فيما توفي والده عام 2017، أي قبل سنتين من توليه رئاسة البلاد، فتوجه بوكيلة نحو ريادة الأعمال ليسير على خطى والده فنجح في مجاله.
تجدر الإشارة إلى أن أمريكا اللاتينية تُعتبر موطناً لأكبر جاليات الشتات الفلسطيني خارج العالم العربي، والتي يصل حجمها إلى 700.000 شخص من ذوي الأصول الفلسطينية الذين يعيشون في مختلف أرجاء المنطقة. يعيش منهم نحو 100.000 في السلفادور تحديداً.
ووطأ الفلسطينيون التراب السلفادوري في البداية أواخر القرن الـ19، عندما بدأت الإمبراطورية العثمانية تشهد نزوحاً جماعياً ضخماً لسكانها.
حيث قال الأكاديمي يوسف الجمال: "هاجر العديد من الفلسطينيين للأسباب نفسها التي دفعت العديد من أبناء الشام للهجرة في ذلك الوقت، وهي الأسباب السياسية والاقتصادية؛ إذ كانوا يعيشون آخر أيام الإمبراطورية العثمانية، وكان غالبيتهم من أتباع المسيحية؛ لهذا لم يرغبوا في خوض الحرب إلى جانب الإمبراطورية العثمانية، وأرادوا عيش حياةٍ أفضل".
لكن المنحدرين من فلسطين لم يمثلوا سوى أقلية ضمن الموجة الأولى من مهاجري الشام، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى ممن أقاموا في السلفادور كانوا ينحدرون من مدينة بيت لحم الفلسطينية في المقام الأول.
بعد أجيالٍ قليلة من وصولهم، تحول الفلسطينيون إلى شخصيات بارزة في مجالات السياسة والأعمال والطب بالسلفادور.
وصرح مروان جبريل البوريني، السفير الفلسطيني في السلفادور، قائلاً: "يُشكّل الفلسطينيون جزءاً أساسياً من نسيج هذا البلد. ويحتل ذوو الأصول الفلسطينية مجموعةً من المناصب المهمة والرئيسية في كافة القطاعات. ويساهمون بالكثير على كافة المستويات، خاصةً المستوى الاقتصادي".
أردف البوريني: "يعتبرون محركاً مهماً لاقتصاد البلاد، لكنهم يشاركون سياسياً بكثرةٍ أيضاً". وتتجلى القوة السياسية لهذه الجالية في حقيقة انحدار نجيب بقيلة، الرئيس السلفادوري الحالي، من أصول فلسطينية. وأقر خوري قائلاً: "لا شك أن وجود رئيس من أصول فلسطينية يمثل مصدر فخرٍ هائلاً".
مع ذلك ليس بقيلة أول سياسي بارز من أصول فلسطينية في البلاد. وليس حتى أول رئيس السلفادور فلسطيني الأصل.
حيث شهدت الانتخابات الرئاسية لعام 2004 منافسةً بين سلفادوريين من أصلٍ فلسطيني: المحافظ أنطونيو سقا واليساري شفيق حنظل. وقد فاز الأول بالانتخابات. وعندما توفي حنظل عام 2006، جرى لف جثمانه بعلمي السلفادور وفلسطين، تكريماً لأصوله.
تتجلى كذلك البصة المجتمعية التي تركها فلسطينيو البلاد في شوارع سان سلفادور، عاصمة السلفادور. إذ يمكن للمرء العثور على مجمع "فيلا فلسطين" السكني الذي يتألف من عدة شوارع تحمل أسماء المدن الفلسطينية. بالإضافة إلى ميداني فلسطين وياسر عرفات.