ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد 4 فبراير/شباط 2024، بالخطاب المعادي للعرب، عقب مقال رأي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، وجه أصابع الاتهام لمدينة ديربورن بولاية ميشيغان ووصفه رئيس بلديتها بأنه "متعصب" و"معادٍ للإسلام".
إذ نشرت الصحيفة المقال يوم الجمعة 2 فبراير/شباط الجاري بعنوان "مرحباً بكم في ديربورن، عاصمة الجهاد في أمريكا"، ما تسبب في حالة استنفار أمني، حيث انتشرت الشرطة قرب دور العبادة بالمدينة، فيما انتقد مسؤولون ما ورد في مقال الصحيفة.
فقد ندد رئيس بلدية المدينة والمدافعون عن حقوق الإنسان بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية ولجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية بهذا المقال، باعتباره معادياً للعرب وعنصرياً؛ لأنه يشير إلى أن سكان المدينة، ومنهم الزعماء الدينيون والسياسيون، يدعمون حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتطرف.
حيث وصف رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، مقال صحيفة "وول ستريت" الذي كتبه ستيفن ستالنسكي المدير التنفيذي لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط بأنه "متهور ومتعصب ومعادٍ للإسلام".
كما قال رئيس البلدية: "إجراءات جديدة ستكون سارية المفعول على الفور، ستكثف شرطة ديربورن وجودها في جميع أماكن العبادة ومواقع البنية التحتية الرئيسية. هذه نتيجة مباشرة لمقال الرأي التحريضي في صحيفة وول ستريت الذي أدى إلى زيادة مثيرة للقلق في الخطاب المتعصب والمعادي للإسلام على مواقع التواصل، والذي يستهدف مدينة ديربورن".
بايدن يحذر من التخويف من الإسلام والعرب
بينما قال بايدن، دون أن يذكر الصحيفة أو كاتب المقال بالاسم، عبر منصة إكس، إنه من الخطأ إلقاء اللوم على "مجموعة من الأفراد بناءً على حديث قلة قليلة منهم".
أضاف الرئيس الأمريكي: "هذا بالضبط ما يمكن أن يؤدي إلى التخويف من الإسلام وكراهية العرب، ينبغي ألا يحدث ذلك لسكان ديربورن أو أي مدينة أمريكية (أخرى)".
تعتبر ديربورن من المدن الأمريكية التي يعيش فيها غالبية من ذوي الأصول العربية؛ إذ تظهر أرقام التعداد أن نحو 54% من سكانها من الأمريكيين العرب.
فيما يواجه بايدن، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية، انتقادات واحتجاجات من ديربورن ومن الأصوات المناهضة للحرب في جميع أنحاء البلاد بسبب دعم إدارته لإسرائيل في عملياتها في غزة.
ولم تردَّ صحيفة وول ستريت على طلب للتعليق. وقال ستالنسكي إنه متمسك بما ذكره في المقال. وأضاف أن المقاطع المصورة التي جمعها معهده أظهرت تنظيم "خطب ومسيرات صادمة مناهضة للولايات المتحدة ومؤيدة للجهاد" في المدينة.
بينما لاحظ المدافعون عن حقوق الإنسان ارتفاعاً في معدلات معاداة الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية في الولايات المتحدة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من بين الحوادث المعادية للفلسطينيين التي أثارت القلق إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في ولاية فيرمونت على 3 طلاب من أصل فلسطيني، وطعن طفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 أعوام حتى الموت في إيلينوي في أكتوبر/تشرين الأول.
كما ندد بمقال الرأي في "وول ستريت جورنال" أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس، منهم النائبة براميلا جايابال والنائب رو خانا، وعضوا مجلس الشيوخ جاري بيترز وديبي ستابينو. وطالبت جايابال الصحيفة باعتذار، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.