حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد 4 فبراير/شباط، من أن "هناك إمكانية محدودة للغاية للحصول على مياه نظيفة والصرف الصحي في قطاع غزة، وسط القصف (الإسرائيلي) المستمر"، في حين يواصل مستوطنون عرقلة وصول مساعدات لغزة عبر ميناء أسدود.
الوكالة الأممية أضافت، في تدوينة نشرتها عبر منصة "إكس"، أن "الماء هو الحياة، فيما تعيش غزة بلا ماء"، موضحة أن "الأزمة الإنسانية، التي تفاقمت بسبب محدودية عمليات تسليم المساعدات وتدمير البنية التحتية، تعرض آلاف الأشخاص الضعفاء لخطر الإصابة بالأمراض".
وحتى 30 يناير/كانون الثاني الماضي، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ"أونروا"، بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
الأونروا تتساءل
في غضون ذلك، تساءل مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الأحد، إن "كانت الوكالة الأممية تدفع ثمن رفع صوتها في لفت الانتباه إلى محنة سكان قطاع غزة، وعن الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا".
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به لازاريني، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، ونشر مقطعاً منه على حساب الوكالة الأممية عبر منصة "إكس".
وقال مفوض عام "أونروا" متسائلاً: "هل ندفع ثمن رفع صوتنا في لفت الانتباه إلى محنة سكان غزة، وعن الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا؟".
ورجح المسؤول الأممي أن ذلك "ساهم في توجيه الانتقادات لنا، أو تسريعها، أو تضخيمها".
عرقلة وصول المساعدات
في سياق متصل، واصل مستوطنون إسرائيليون متطرفون، الأحد، محاولات عرقلة وصول مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وتجمّع عشرات المستوطنين المتشددين عند مخرج ميناء أسدود، شمال قطاع غزة، وأوقفوا الشاحنات المغادرة وطلبوا وثائقها وتحققوا من حمولتها ووجهتها، أمام أعين الشرطة الإسرائيلية.
وكان من اللافت عدم تدخل الشرطة الموجودة في المكان لمنع عمليات التدقيق التي قام بها المستوطنون المتطرفون دون أي صفة رسمية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مستوطن يدعى شارون، فضل عدم الكشف عن لقبه: "جئت لإيقاف الشاحنات التي تحمل الأوكسجين إلى حماس في قطاع غزة"، مضيفاً: "بالنسبة لنا كل سكان غزة إرهابيون".
وزعم أن الغذاء والوقود والمساعدات الأخرى المرسلة تذهب إلى "حماس"، واصفاً غزة بأنها "مكان سيئ للغاية".
وقال شارون إن "بريطانيا والولايات المتحدة تصرّفتا دون رحمة، عندما قصفتا العراق وأفغانستان، رغم إطلاق منظمات حقوقية وإغاثية تحذيرات من كارثة إنسانية".
وأردف: "جئنا إلى إسرائيل، إلى الأرض التي وعدتنا بها التوراة، لنعيش في عدل، وهؤلاء الناس يطلقون النار علينا، عندما وقعت أحداث 7 أكتوبر في غزة، احتفل الناس، ولم يحزنوا على الإطلاق. الإسلام يكرهنا، والآن وقت دفع الثمن"، وفق ادعاءاته.
وحول رأيه بشأن العيش في قطاع غزة إذا أقامت إسرائيل مستوطنات يهودية غير قانونية هناك، أكد شارون أنه سيكون "سعيداً بذلك".
وقال: "سنكون سعداء للغاية إذا أقيمت مستوطنات في غزة، إنها ليست مستوطنات. غزة كانت مدينة يهودية قبل 2000 سنة وقبل 500 سنة، غزة كانت لنا قبل 18 عاماً (قبل انسحاب إسرائيل منها عام 2005)".
وتتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم في غزة، حيث يعاني غالبية الفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الجوع، ويكافحون من أجل البقاء دون مياه نظيفة ومأوى.
وبشكل متكرر، ينظم مستوطنون يهود متعصبون احتجاجات لمنع إرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبحسب استطلاع أجرته "القناة 12" العبرية، فإن 72٪ من الإسرائيليين يعارضون "إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة دون إعادة الأسرى الإسرائيليين (في القطاع)".
ويتظاهر الإسرائيليون بوتيرة شبه يومية للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وإطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن التظاهرات المركزية تنظم السبت.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون وجود نحو "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، منذ شن "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع.
وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 239 شخصاً على الأقل في بلدات ومدن محيط غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة سراح 240 أسيراً فلسطينياً من سجونها، بينهم 71 أسيرة و169 طفلاً.
وخلفت الحرب على غزة، حتى الأحد، "27 ألفاً و365 شهيداً و66 ألفاً و630 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.