يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة قيوداً مشددة، وحضوراً عسكرياً كثيفاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تراوحت ما بين قيود على حركة السفر، ووقف إصدار تصاريح العمل مع زيادة المداهمات العسكرية الإسرائيلية، واحتجاز أموال الضرائب، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
أدى احتجاز الحكومة الإسرائيلية لأموال الضرائب إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية، وأغلقت المدارس الحكومية أبوابها بسبب عدم حصول المعلمين على رواتبهم، ويعيش السكان في خوف من المداهمات الإسرائيلية.
وتيرة عنف المستوطنين، الذين يشنّون هجمات على منازل وأعمال تجارية فلسطينية تصاعدت، وأدى هذا التدهور في الوضع إلى شعور العديد من الفلسطينيين بالحصار والخوف على سلامتهم.
عائلات في الضفة الغربية تعاني من عنف المستوطنين
كما تواجه العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية؛ مثل عائلة سدر، صعوبات في مواجهة مضايقات المستوطنين، الذين يتسببون في خلق أجواء من الخوف والقيود على حياتهم اليومية.
وفقاً لهادية سدر (42 عاماً)، يأتي المستوطنون بسلوكيات عدوانية باستمرار، فيلقون الحجارة والقمامة وزجاجات النبيذ الفارغة لترهيبهم ومضايقتهم، خاصة أثناء الليل، وقد تفاقم الوضع إلى حد أن أفراد عائلة سدر، الذين كانوا يعيشون بشكل طبيعي ويخرجون بحرية، يشعرون الآن بالاضطرار إلى البقاء في المنزل خوفاً على سلامتهم.
لا تقتصر تجاوزات المستوطنين على ذلك، بل تتعدى أيضاً إلى الإساءات اللفظية، وقال عابد، زوج هادية، إن المستوطنين يوجّهون إليهم ألفاظاً نابية ويهينون النبي محمد.
كما تسببت هذه العدائية في بيئة من التوتر والخوف؛ ما دفع الأسرة إلى الحد من تحركاتها، خاصة بعد الساعة 4 أو 5 مساء، خوفاً من أي عنف محتمل إذا تعرض لهم المستوطنون.
تلخّص تجربة عائلة سدر الصعوبات التي يواجهها الكثير من الأسر الفلسطينية المقيمة في مخيمات اللاجئين العديدة في الضفة الغربية، وقد أصبحت هذه المخيمات، التي أقيمت منذ عشرات السنين، مناطق مزدحمة تعاني صعوبات اقتصادية، وكان لتدهور الاقتصاد، الذي تفاقم بسبب الحرب الدائرة، عواقب وخيمة على سكان المخيمات.
يقول عابد سدر، الذي يعمل في خياطة التطريزات الفلسطينية على المنسوجات المختلفة، إنه حتى في الأوقات العادية، يجدون صعوبة في تأمين ما يكفي من الغذاء، وإن الوضع بات صعباً، بعد أن استنفد العديد من الأسر كل مدخراتها. وقالت عائلة سدر إن هذه الصعوبات الاقتصادية التي ستمتد إلى ما بعد الحرب قد تجعلهم يضطرون إلى استجداء المساعدة.