انتقدت حملة إسلامية جديدة تدعم المرشحين المستقلين لخوض الانتخابات العامة في بريطانيا، قلق حزب العمال بشأن فقدان دعم المسلمين، وردت بأنَّ "حزب العمال جاء متأخراً بعد 30 ألف قتيل في غزة"، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2024.
إذ يجري مكتب زعيم حزب العمال كير ستارمر استطلاعات رأي، ويعقد اجتماعات مُركَّزة مع المسلمين البريطانيين في جميع أنحاء البلاد، وسط مخاوف متزايدة بين مسؤولي الحزب من أنَّ العديد من المسلمين الذين دعموا حزب العمال سابقاً قد لا يصوتون له بسبب دعمه لحرب إسرائيل على غزة، فق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
"صوت المسلمين"
تقرير ميدل إيست أشار إلى أن حزب العمال يتخوف من مجموعة شعبية تسمى "صوت المسلمين"، التي تؤيدها رابطة مسلمي بريطانيا، والمجلس الإسلامي في إسكتلندا، ومجلس مسلمي ويلز، ومنظمة مشاركة المسلمين والتنمية، ومنظمات مجتمع مدني إسلامية أخرى.
وحسب مجموعة "صوت المسلمين" فإنها تقول إنَّ لديها "الآلاف" من المتطوعين المستعدين لدعم الحملات السياسية المحلية المستقلة في الدوائر الانتخابية التي تضم عدداً كبيراً من الناخبين المسلمين وأعضاء البرلمان الذين فشلوا في التصويت لصالح وقف إطلاق النار.
وعبر موقعها على الإنترنت، تقول المجموعة أيضاً: "سنُمكِّن المجتمعات المحلية من دعم مرشح مؤيد لفلسطين ومؤيد للسلام".
ونقل ميدل إيست آي عن متحدث باسم "صوت المسلمين"، أنها ستدعم المرشحين المستقلين في الدوائر الانتخابية التي تعتقد أنَّ لديها جمهوراً و"نهجاً مستقلاً منطقياً" بتزويدها "بالموارد التقنية والشبكات والمشورة والبيانات، بالإضافة إلى المتطوعين والمساعدة في التمويل".
انتقادات لحزب العمال
وواجه حزب العمل انتقادات شديدة بسبب دعم قيادته للحرب الإسرائيلية على غزة. وبحسب تقارير، تجاهل مصدر كبير في حزب العمال استقالات أعضاء في مجلس حزب العمال في أواخر أكتوبر/تشرين الأول على خلفية تصريح ستارمر بأنَّ إسرائيل "لها الحق" في حجب الكهرباء والمياه عن غزة. وقال المصدر عن الاستقالات إنَّ الحزب "ينفض البراغيث عنه".
لكن صحيفة The Guardian نقلت، الإثنين، عن أحد أعضاء حزب العمال قوله: "نعلم أننا فقدنا أصوات المسلمين، بل وثقتهم على أقل تقدير. ولم تعد الجالية المسلمة قاعدة ناخبين آمنة بالنسبة لنا بسبب الطريقة التي استجبنا بها في البداية للحرب؛ لذلك لا نركز إلا على السيطرة على الضرر. ونعرف جميعاً أنَّ هذا ما حدث".
فيما وصف أحد كبار أعضاء البرلمان من حزب العمال المسلمين بأنهم "ذوو أهمية جغرافية"، لأنَّ الكثيرين منهم يعيشون في "دوائر انتخابية أساسية مستهدفة في كل من الجنوب والشمال الغربي للبلاد".
"سقط القناع"
فيما صرّح المتحدث باسم مجموعة "صوت المسلمين" لموقع ميدل إيست: "سقط قناع حزب العمال، وانكشف وجه المصلحة السياسية الذاتية القبيح، ولا يمكننا أن نتجاهل ذلك".
المتحدث أضاف: "أجروا حسابات قاتمة بأنهم سيتمكنون من دعم الإبادة الجماعية وخسارة أصوات المسلمين، وفي الوقت نفسه يفوزون في الانتخابات".
وتابع أنَّ "الأشخاص المشاركين في حملة "صوت المسلمين"، جادون، وملتزمون على المدى الطويل، ومن غير المرجح أنَّ تستميلهم نفس صفقات نظام باراداري الفاسدة القديمة". و"براداري" هو مصطلح جنوب آسيوي يشير إلى السياسة العشائرية.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته منظمة تعداد المسلمين في 17 أكتوبر/تشرين الأول انخفاضاً بنسبة 66% في دعم المسلمين لحزب العمال؛ وهو ما قد يعني خسارة محتملة لـ1.5 مليون ناخب للحزب. لكن استطلاعاً آخر أجرته مؤسسة Savanta، في نوفمبر/تشرين الثاني، وجد أنَّ 84% من المسلمين الذين صوتوا لحزب العمال في عام 2019 قالوا إنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى.
والآن، يقال إنَّ شخصيات بارزة في الحزب تشعر بالقلق من أنَّ فقدان دعم المسلمين قد يؤدي إلى الهزيمة في أكثر من 10 مقاعد في جميع أنحاء البلاد.
وقال المتحدث باسم مجموعة صوت المسلمين: "هذه ليست حركة احتجاج، بل حركة لإحداث تغيير هيكلي".
وأضاف: "في غضون عقد من الزمن، لن يتمكن أي حزب سياسي من اعتبار أصوات المسلمين أمراً مفروغاً منه مرة أخرى".