قالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2024، إن قادة كباراً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اجتمعوا ثلاث مرات هذا الشهر بالبحرين، في أول تواصل على هذه الدرجة بين الجانبين المتحاربين في الصراع المستعر منذ تسعة أشهر.
قالت أربعة مصادر، بينهم اثنان حضرا المحادثات، إنه عكس المحادثات السابقة المتعلقة بالحرب في السودان، حضر ممثلون مؤثرون من القوتين ومسؤولون من مصر الداعم الرئيسي للجيش ومن الإمارات الداعم الرئيسي لقوات الدعم السريع، اجتماعات المنامة.
كما قالت المصادر إن الولايات المتحدة والسعودية أيضاً حضرتا المحادثات غير المعلنة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي جاءت بعد محاولات متكررة من جانب القوتين ومن دول شرق أفريقيا أيضاً للتوسط في وقف لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب، دون تحقيق تقدم يذكر.
حيث اندلعت الحرب بالسودان في أبريل/نيسان 2023، بسبب خلافات على صلاحيات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إطار خطة مدعومة دولياً لانتقال سياسي نحو حكم مدني وإجراء انتخابات.
فيما تقاسم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السلطة مع المدنيين بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019، قبل مشاركتهما في انقلاب بعد ذلك بعامين.
بينما دمر القتال أجزاء من السودان من ضمنها العاصمة الخرطوم، وأودى بحياة أكثر من 13 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وأثار تحذيرات من حدوث مجاعة وخلق أزمة نزوح. وشارك في محادثات أجريت العام الماضي بمدينة جدة السعودية مسؤولون على مستوى أدنى، ولم يحافظ أي طرف منهما على التزاماته.
في المقابل، قالت المصادر إن الجيش بالعاصمة البحرينية المنامة مثَّله اللواء شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، ومثَّل قوات الدعم السريع اللواء عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
كما قال أحد المشاركين إن الجانبين اتفقا مبدئياً على إعلان مبادئ يشمل الحفاظ على وحدة السودان وجيشه. وأضاف المصدر أن من المزمع إجراء مزيد من المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمناقشة وقف إطلاق النار، لكن اجتماعاً للمتابعة تأجل الأسبوع الماضي.
لا انفراجة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
قال آلان بوسويل المحلل من مجموعة الأزمات الدولية، إنه على الرغم من عدم تحقيق أي انفراجة، أظهرت الاجتماعات أن حلفاء القوتين المتحاربتين الذين يشعرون بالقلق من انحدار البلاد نحو فشل الدولة، تمكنوا من ممارسة ضغوط جديدة عليهما.
أضاف بوسويل: "وجود مصر والسعودية والإمارات خلف جهد سلام واحد كان عنصراً مفقوداً بشدة. وقد لا يكون ذلك كافياً لكنه ضروري فيما يبدو".
لم تشارك الإمارات من كثب في المحادثات السابقة حين تابعت مصر مناقشات موازية. ويقول خبراء من الأمم المتحدة إن هناك أدلة موثقاً بها على أن الإمارات دأبت على تسليح قوات الدعم السريع، ما ساعدها على تحقيق تقدم، وهو ما تنفيه الدولة الخليجية.
فيما رفض ممثلو الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والإمارات التعليق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة "مستعدة للشراكة مع الأطراف الإقليمية صاحبة النفوذ على المتحاربين"، لكنه رفض التعليق على المفاوضات.
تقدم قوات الدعم السريع
تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الخرطوم وغرب السودان، حيث تُتهم بممارسة تطهير عرقي، وحققت في الآونة الأخيرة تقدماً عسكرياً سريعاً أثار مخاوف من احتمال تفكك البلاد، ثالث دول أفريقيا من حيث المساحة.
في هذا الشهر، توغلت قوات الدعم السريع شرقاً بعيداً عن معاقلها في دارفور، وهاجمت بابنوسة في ولاية غرب كردفان. وانتشرت قواتها أيضاً في ولاية الجزيرة التي اجتاحتها الشهر الماضي. وفي الوقت نفسه، تقدم الجيش لاستعادة مناطق من العاصمة، ويستقطب ويسلح مدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته.
في محاولة واضحة لتلميع صورته، بدأ حميدتي قائد قوات الدعم السريع، الذي لم يكن يُعرف مكان وجوده خلال الحرب من قبل، جولة إقليمية في وقت سابق من هذا الشهر. واستقبله رسمياً عدد من الزعماء الأفارقة، ما أثار إدانات من الجيش.
فيما أرجأ حميدتي قمة كانت مقررة مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، في جيبوتي قال وسطاء إقليميون إن الرجلين وافقا عليها، وأشاروا إلى مشكلات فنية كسبب لعدم ذهاب حميدتي على الرغم من سفره إلى دول أخرى.
بينما قال البرهان في اجتماعات مع الجنود هذا الأسبوع، إن الحرب ستستمر ما لم تتمخض المفاوضات عن تقديم جنود قوات الدعم السريع إلى العدالة وإعادة المدنيين إلى ديارهم.