أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، لأول مرة منذ بداية الحرب، بضخ المياه لإغراق الأنفاق في قطاع غزة بغرض تدميرها، وزعم أن هذه الخطوة جاءت بعد عمل مكثف وتحليل للتربة.
حسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية فإن جيش الاحتلال "أعلن رسمياً عن استخدام ضخ المياه لتحييد الأنفاق في قطاع غزة".
كما أضافت: "سبق هذه العملية عمل مكثف، شمل تحليلاً لخصائص التربة ونظام المياه في المنطقة، للتأكد من إمكانية عدم المساس باستخدام المياه الجوفية في المنطقة".
فيما لم تذكر الهيئة مكاناً ووقتاً محدداً تم فيه ضخ المياه في الأنفاق، لكن صحيفة "هآرتس" العبرية قالت: "بحسب الجيش، لم يتم ضخ المياه إلا في الأماكن التي تبين أنها مناسبة لذلك، ودون المساس بإمكانية استخدام المياه الجوفية هناك، وتم لهذا الغرض تركيب مضخات وأنابيب في القطاع".
وهذا هو أول تأكيد رسمي للاحتلال، لما سبق أن نشرته وسائل إعلام أجنبية تحدثت عن استخدام الجيش المياه لإغراق الأنفاق في غزة، وفق "هآرتس".
والأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل قامت نهاية العام الماضي بتركيب نظام مضخات في شمال قطاع غزة لإغراق الأنفاق بمياه البحر، في إطار عملية أطلق عليها اسم "بحر أتلانتس".
ووقتها، قالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من التحذيرات من أن تنفيذ الخطة قد يعرض البنية التحتية للصرف الصحي والمباني للخطر، وقد يلحق الضرر بخزانات المياه العذبة، لكن نفذتها إسرائيل عدة مرات، بل قامت بتركيب مضخة أخرى في خان يونس جنوبي قطاع غزة مطلع يناير/كانون الثاني الجاري.
وفق مصادر في الإدارة الأمريكية، كانت إسرائيل تأمل في نتائج أخرى للعملية، إلا أنها تبين أنها غير فعالة بما فيه الكفاية بسبب الجدران والحواجز التي منعت تدفق المياه، وفق ما أفادت به "وول ستريت جورنال".
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الثلاثاء، 26 ألفاً و751 شهيداً و65 ألفاً و636 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.