نقلت وكالة Bloomberg الأمريكية، الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، عن مسؤولين وخبراء أمريكيين أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسعى لتوجيه رد على الهجوم المميت على القوات الأمريكية في الأردن، قوي بما يكفي لردع إيران ووكلائها دون إشعال حرب مباشرة مع الجمهورية الإسلامية.
الميجور جنرال (لواء) بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، قال في مقابلة مع تلفزيون Bloomberg يوم الإثنين 29 يناير/كانون الثاني: "سنفعل كل ما يتعين علينا فعله لحماية قواتنا في المستقبل، لكن بالتأكيد في النهاية لا نتطلع إلى الانخراط في صراع أوسع نطاقاً، بل ما يكفي لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين".
يواجه بايدن ضغوطاً سياسية متزايدة في الداخل للرد بقوة على هجوم الطائرات بدون طيار، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة عشرات آخرين.
وكان هؤلاء أول أمريكيين يموتون في هجوم مثل هذا منذ اشتعلت التوترات الإقليمية مع بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
السيناتور الجمهوري المتشدد ليندسي غراهام قال: "اضربوا إيران الآن، اضربهم بقوة".
كيف سيكون رد إدارة بايدن على "هجوم الأردن"؟
وفقاً لسوزان ديماجيو، زميلة بارزة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن الولايات المتحدة ستستهدف أصول الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران خارج أراضيها، مضيفة أن "الهجوم المباشر على الأراضي الإيرانية ينطوي على خطر كبير بإشعال حرب موسعة عن قصد أو عن طريق الصدفة"، ويُعرِّض للخطر مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما يمكن للولايات المتحدة أن تضرب قوات الحرس الثوري الإيراني المنتشرة في مواقع مثل سوريا أو العراق أو اليمن، وقال توماس سوير، الفريق المتقاعد بالجيش الأمريكي ومستشار الأمن القومي: "عليهم ضرب أفراد الخدمة العسكرية الإيرانية، لا أعتقد أنه من الصعب العثور على هؤلاء الأشخاص".
جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قال للصحفيين في البيت الأبيض إن بايدن اجتمع بفريق الأمن القومي يومي الأحد والإثنين 28 و29 يناير/كانون الثاني، وهو "يدرس الخيارات المتاحة أمامه. وسنرد وفقاً لجدولنا الزمني وفي الوقت الذي نريد، وبالطريقة التي يختارها الرئيس باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة".
وفقاً للوكالة الأمريكية، كان من المفيد لكل من الولايات المتحدة وإيران، على الأقل حتى الآن، الحفاظ على الغموض حول ما إذا كانت الجماعات المسلحة والمدعومة من إيران تتصرف بقدر من الاستقلال.
ففي تصريح يوم الأحد 28 يناير/كانون الثاني، لم يلُم بايدن طهران لوماً مباشراً، قائلاً إن الهجوم "نفذته جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق".
فيما قالت إيران إن أية إشارة إلى مسؤوليتها عن الحادث "لا أساس لها من الصحة"، وأصرت على أن الجماعات المتحالفة معها تتصرف باستقلالية.
وفقاً لشخص مطلع على الموقف الأمريكي، سيكون رد واشنطن أقوى من عملياتها الانتقامية الأخيرة ضد وكلاء إيران؛ ما يسلط الضوء على مخاطر المزيد من التصعيد في الصراع الذي انتشر بالفعل من غزة عبر الشرق الأوسط.
قال فراس موداد، رئيس شركة Modad Geopolitics، وهي شركة استشارات المخاطر: "الولايات المتحدة تواجه خيارات سيئة فقط"، وأضاف أن بايدن يتعرض "لضغوط هائلة" للرد على الوفيات في الأردن، لكن الصراع المباشر مع إيران من المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة ووقوع خسائر كبيرة.
من جهته يرى زياد داود، كبير الاقتصاديين في الأسواق الناشئة في Bloomberg Economics، أن "الولايات المتحدة سترد، وهذا أمر واضح. لكن السؤال هو ما إذا كانت إيران ستمتصّ الضربة أم سترد، ويقف على المحك هنا ارتفاع أسعار النفط وركود عالمي محتمل".