كشفت ثلاثة مصادر إيرانية مطلعة، الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، عن أن الغضب الإيراني من الحكومة في دمشق أدى إلى إقالة علي مملوك، ذراع بشار الأسد الأمنية؛ بسبب "تقارير أمنية لقوات الحرس الثوري تربط الأجهزة الأمنية السورية باغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لمستشاريها في سوريا".
تقارير الحرس الثوري الإيراني تفيد بخروقات إسرائيلية للأجهزة الأمنية المسؤول عنها رئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، ما تسبب باغتيال عدد من قادة ومستشاري الحرس الثوري في سوريا، كان آخرها في 20 يناير/كانون الثاني 2024، حين اغتالت "إسرائيل" 5 مستشارين للحرس الثوري في دمشق.
خامنئي يأمر بالضغط على سوريا
أفادت المصادر بأن "المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، اطلع على تقارير استخبارات الحرس الثوري الإيراني، التي تناولت الشكوك المتزايدة تجاه دمشق فيما يخص تورطها في الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت القادة العسكريين الإيرانيين".
بعد اطلاعها على التقارير، كان قرار خامنئي "الأمر بالضغط على الحكومة في دمشق، من أجل الالتزام بالاتفاقيات الأمنية غير المعلنة بينها وبين طهران".
ترجمت تلك الضغوط على دمشق، بحسب المصادر، بإقالة علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، دون أي إعلان رسمي حتى الآن.
وأكدت أنه جرى تعيين اللواء كفاح ملحم خلفاً للواء علي مملوك، رئيساً لمكتب الأمن الوطني السوري.
إقالة علي مملوك واختيار كفاح ملحم
حول اختيار كفاح ملحم، قال مصدر في استخبارات الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست"، إنه "من الشخصيات الأمنية السورية التي تحظى باحترام طهران، لا سيما أن تعامله كان مثمراً للغاية مع المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا طوال السنوات الماضية".
وقال: "نحن نثق به، ونأمل أن يعمل على حل الشرخ الأمني في الأجهزة الأمنية في سوريا، واستعادة ثقة طهران".
فيما يتعلق بمسألة إقالة اللواء مملوك والضغوط الإيرانية، قال المصدر ذاته: "المسألة لا تُدار بالضغط لوحده، لكننا رأينا أن تعيين اللواء ملحم أفضل للجميع، خاصة في هذا الوقت الحساس والمتوتر".
يُشار إلى أن اللواء علي مملوك يُعد من الشخصيات الأمنية المقربة للغاية من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويوصف بأنه ذراعه الأمنية، ولعب دوراً أمنياً رئيسياً منذ بداية الحرب في سوريا، إلى جانب دوره في علاقات دمشق بداعميها والدول المحيطة.
أما اللواء كفاح ملحم، فإنه يعد أيضاً من الشخصيات المقربة من بشار الأسد، وله دور كبير في التنسيق بين دمشق وموسكو وطهران خلال سنوات الحرب في سوريا، كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع القادة العسكريين الإيرانيين الموجودين في سوريا منذ عام 2012، وفق ما أكدته المصادر الإيرانية.
اتصالات دمشق وإسرائيل
رجحت كذلك المصادر، أن إقالة علي مملوك أتت بعد غضب إيران من دوره في الاتصالات في حكومة دمشق والاحتلال الإسرائيلي بوساطة روسية، كان وراء الضغط نحو إقالته.
أوضحت أن إقالة علي مملوك تأتي في حين أنه كان المسؤول الأمني المكلف بهذا الملف، وأن الإيرانيين يرون أنه يتحمل مسؤولية وجود خروقات إسرائيلية في القوات الأمنية السورية، الأمر الذي أثار غضباً إيرانياً.
أوضح مصدر مطلع من الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست"، أنه قبل إقالة علي مملوك، وخلال رئاسته لمكتب الأمن القومي "لمسنا العناد والرفض غير المباشر من استخدام محور المقاومة والحرس الثوري جبهة الجولان لاستهداف الإسرائيليين، وعلمنا بعدها أن هناك اتصالات بين دمشق وتل أبيب برعاية موسكو".
وقال إن الصفقة كانت "بمنع دمشق محور المقاومة من استخدام جبهة الجولان بشكل كامل، مقابل عدم ضرب إسرائيل المطارات السورية والمناطق الهامة للنظام السوري".
مصدر أمني من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قال لـ"عربي بوست": "تسبب الاغتيال الإسرائيلي الأخير لقادة بارزين من الحرس الثوري في سوريا، بانفجار غضب القيادة العليا في طهران، بالإضافة إلى زيادة شكوك قادة الحرس الثوري بالحكومة السورية".
عبر عن الغضب مسؤولون أمنيون في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذين ناقشوا خلال الأيام الماضية، مواجهة الاغتيالات الإسرائيلية في سوريا، وفقاً للمصدر.
وقال: "قدم قادة الحرس الثوري في أحد الاجتماعات، تقارير تفيد بتورط سوري في الاغتيالات الإسرائيلية"، وفق قوله.
يُذكر أن إيران اتهمت الاحتلال الإسرائيلي باغتيال 5 مستشارين من الحرس الثوري، في غارة نفذتها على العاصمة السورية دمشق، السبت 20 يناير/كانون الثاني 2024، متوعدةً بالرد "في الوقت والمكان المناسبَين".
في نهاية عام 2023، قام الاحتلال الإسرائيلي أيضاً باغتيال قائد بارز بالحرس الثوري الإيراني، في دمشق، العميد سيد رضي موسوي.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.