33 شهيداً على الأقل وإصابة العشرات في قصف للاحتلال لمناطق مختلفة بغزة.. و”الأونروا” تحذر من توقف عملياتها خلال أسابيع

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/28 الساعة 22:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/28 الساعة 22:16 بتوقيت غرينتش
القصف الإسرائيلي على قطاع غزة/ الأناضول

استشهد 33 فلسطينياً على الأقل وأصيب العشرات، مساء الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، في قصف إسرائيلي مكثف استهدف محافظتي غزة والشمال، وسط خشية الجيش الإسرائيلي من عودة حركة "حماس" للسيطرة المدنية على تلك المناطق التي انسحب منها منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023.

وشهدت محافظتا غزة والشمال قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً لم تشهده هذه المناطق منذ أكثر من أسبوعين.

وتركز القصف على "محافظة شمال القطاع وعدة أنحاء متفرقة غرب مدينة غزة".

كذلك، استهدف القصف عدة مبانٍ سكنية في مدينة غزة؛ ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى، وفق إفادة مصادر طبية.

نتيجة لذلك، أفادت قناة الجزيرة باستشهاد 23 فلسطينياً؛ إثر استهداف إسرائيلي لأحد المنازل في منطقة السوارحة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أكدت استشهاء 10 فلسطييين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

المقاومة تستعيد السيطرة 

في وقت سابق الأحد، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن "حماس" بدأت استعادة سيطرتها المدنية على بعض المناطق في شمال القطاع التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي.

كما أوضحت أن "نشاط حماس في تلك المناطق يثير قلقاً في إسرائيل".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الإعلام الإسرائيلي عن قلق المستويات السياسية والأمنية من عودة سيطرة "حماس" المدنية على شمال القطاع.

والجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، قال مسؤولان إسرائيليان أمنيان، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية تصريحاتهما، إنّ الجيش الإسرائيلي أبلغ المستوى السياسي بأن "حماس" بدأت باستعادة قدراتها المدنية في شمال ووسط غزة.

عشرات الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة/ رويترز
عشرات الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة/ رويترز

كما أضافا: "عدم اتخاذ قرارات بشأن قضية اليوم التالي للحرب في غزة، يُسهم في عودة سيطرة حماس المدنية على أجزاء من قطاع غزة".

ووفقاً للمعلومات التي قدمها الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي، بحسب هيئة البثّ، فإن "البلديات التي كانت تعمل في السابق تحت حكم حماس، بدأت مؤخراً في تقديم الخدمات لسكان غزة، الذين بقوا في منطقتي وسط وشمالي القطاع".

ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، بدأ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير/كانون الثاني الجاري انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.

بينما أعاد الجيش توغله في بعض المناطق بمحافظتي غزة والشمال، منتصف يناير/كانون الثاني الجاري لتنفيذ عمليات سريعة، حيث يغير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى، فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته العسكرية إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية والغربية بغزة.

صدمة "الأونروا" 

في سياق متصل، حذر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، من أن تعليق بعض الدول تمويلها للوكالة الأممية "سيؤدي إلى توقف جميع أنشطتنا الإنسانية لدعم الفلسطينيين في غضون بضعة أسابيع"، وذلك في بيان نشره لازاريني على حسابه عبر منصة "إكس"، الأحد.

لازاريني، أعرب عن "أسفه لاتخاذ قرارات تعليق التمويل، في ظل الأزمة الإنسانية الراهنة التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، وتداعياتها على انتظام مهام الوكالة خلال الفترة القادمة".

كما أضاف مفوض عام "أونروا": "نعتمد على دعم شركائنا حتى نتمكن من الحفاظ على استجابتنا الإنسانية لمليوني شخص بقطاع غزة واللاجئين الفلسطينيين في المنطقة".

كما أكد أن "أونروا" تشعر بـ"الصدمة" إزاء الاتهامات الموجهة ضد 12 من موظفيها في غزة.

وشدد على أن "الكثيرين يعانون من الجوع بينما تقترب غزة من مجاعة تلوح في الأفق، وتدير الوكالة ملاجئ لأكثر من مليون شخص وتوفر الغذاء والرعاية الصحية الأولية حتى في ذروة الأعمال العدائية".

وأوضح لازاريني: "سيكون من غير المسؤول إلى حد كبير فرض عقوبات على وكالة تخدم مجتمع بأكمله بسبب مزاعم بارتكاب أعمال إجرامية ضد بعض الأفراد، وخاصة في وقت الحرب والنزوح والأزمات السياسية في المنطقة".

كما حث الدول التي علقت تمويلها على "إعادة النظر في قراراتها قبل أن تضطر الأونروا إلى تعليق استجابتها الإنسانية".

واختتم المسؤول الأممي حديثه بالقول: "إن حياة الناس في غزة تعتمد على هذا الدعم، وكذلك الاستقرار الإقليمي".

ومنذ الجمعة، علقت 10 دول تمويل الوكالة الأممية "مؤقتاً"، إثر مزاعم إسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي "أونروا" في هجوم "حماس" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وهذه الدول هي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا.

ورحبت دول أخرى، مثل أيرلندا والنرويج، بإجراء تحقيق في هذه المزاعم، لكنها قالت إنها "لن تقطع المساعدات".

وطالت الاتهامات الإسرائيلية 12 موظفاً من أصل ما يزيد على 30 ألف موظف وموظفة، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم يعملون لدى الأونروا، بالإضافة إلى عدد قليل من الموظفين الدوليين.

وهذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها، فمنذ بداية الحرب على غزة، عمدت إسرائيل إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح "حماس"، في ما اعتُبر "تبريراً مسبقاً" لضرب مدارس ومرافق المؤسسة في القطاع التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 26 ألفاً و422 شهيداً و65 ألفاً و87 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسبَّبت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.​​​​​​​

تحميل المزيد