ذكرت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، في تقرير لها الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، أنه من المتوقع أن يعزز جيش الاحتلال الإسرائيلي وجوده العسكري في شمال قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة؛ لصد محاولات حماس إعادة تثبيت نفسها في المنطقة بعد تحوُّل تركيز إسرائيل إلى الجنوب، حسبما أفاد راديو الجيش صباح يوم الإثنين 29 يناير/كانون الثاني.
إذ يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عدة مداهمات، بعضها يعتبر واسع النطاق، في المناطق التي استهدفتها حماس في محاولاتها إعادة التمركز بالبلدات الشمالية في غزة.
كذلك، دعا جيش الاحتلال، الإثنين، الغزيين في غرب مدينة غزة، بالشمال، إلى الانتقال إلى الجنوب.
"ضربة قوية"
بحسب راديو جيش الاحتلال، يقدر أن نحو 2000 من مجاهدي حماس لا يزالون في شمال قطاع غزة، بعد إطلاق صواريخ، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، على عسقلان من الشمال للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.
وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضاً بوقوع اشتباكات على طول الساحل الشمالي لغزة خلال الساعات الـ24 الماضية، بعدما حدد موقع نفق ودمره.
ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فقدت القيادة العليا لـ"حماس" الاتصال منذ فترة طويلة، مع ما تبقى من مقاتليها في الشمال. ويعتقد جيش الاحتلال أن مقاتلي حماس المتبقين في شمال غزة يتلقون التوجيهات من قائد فرقتها في مدينة غزة، الذي لا يزال على قيد الحياة.
واعتبرت مصادر في المؤسسة الأمنية أن غياب الحسم على المستوى السياسي بشأن مستقبل قطاع غزة عامل مساهم في عودة حماس إلى شمال غزة.
كما تقول المصادر لراديو الجيش: "هذه ضربة قوية لجهودنا في الحرب. إسرائيل لا تُجهّز بديلاً مدنياً لحماس في غزة… لو أنه توجد هيئة يمكننا التنسيق معها لنقل البضائع إلى الشمال، مثلاً، فحماس ستفقد أهميتها".
كما أضافت المصادر: "لكن ما يحدث أنها تعيد تأهيل نفسها لتولي مسؤولياتها المدنية".
نشاط حماس يعود للشمال
الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، قالت صحيفة "Maariv" الإسرائيلية، إن نشاط حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالمناطق التي سبق أن سيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة قبل أن تنسحب منها قواته، "يثير قلقاً في تل أبيب".
الصحيفة أوضحت في تقرير لها، أن عناصر مرتبطة بحركة حماس تمكنت من فرض سيطرتها المدنية في مناطق شمال غزة، ما قد يؤدي إلى "تآكل إنجازات إسرائيل"، وقالت إن ذلك قد يؤدي أيضاً إلى "زيادة النشاط العسكري هناك قريباً".
حسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه في نهاية الأسبوع الجاري، كانت هناك زيادة نسبية في عدد عمليات إطلاق الصواريخ من المناطق التي كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد سيطر عليها بالفعل، قبل أن يقلص حجم قواته فيها.
فيما بررت الصحيفة ذلك بأنه ربما يرجع إلى حقيقة أن عناصر المقاومة الذين ما زالوا في المنطقة "أصبحوا أقل خوفاً من العمل تحت غطاء الطقس العاصف"، وتستدرك الصحيفة: "لكن المؤسسة الأمنية منزعجة من الديناميكيات السلبية التي قد تتطور في هذه المناطق".
كما أضافت "معاريف" أن العناصر المرتبطة بـ"حماس" على وجه التحديد هي التي تمكنت من السيطرة على بعض المناطق في شمال قطاع غزة، الأمر الذي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى "تآكل الإنجازات التي سجلتها إسرائيل في هذا المجال".
بينما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين، قولهم إن الوضع الحالي بشمال قطاع غزة "يصب في مصلحة حماس، ويؤدي إلى تآكل إنجازات جيش الاحتلال الإسرائيلي في القتال"، في شمال القطاع الذي تعرض للتدمير ويعاني سكانه من نقص في المساعدات.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الإثنين 26 ألفاً و637 شهيداً و65 ألفاً و387 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.