أظهر استطلاع للرأي أن عدداً متزايداً من الشباب في أمريكا يدعمون الدعوى المرفوعة من قبل جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، وأنهم باتوا أكثر يقيناً بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية مقارنةً بالفئات العمرية الأخرى.
جرى الاستطلاع بالتعاون بين مجلة الإيكونوميست البريطانية وشركة YouGov للأبحاث، حيث تم طرح سؤال "هل هناك إبادة جماعية في فلسطين؟"، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول، ويرى 49% من الأشخاص الذين استُطلعت آراؤهم أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" بغزة.
كما استطلعت وكالة الأناضول آراء أكثر من 100 شخص في واشنطن، وجميعهم ينتمون إلى الفئة العمرية 18 إلى 29 عاماً، التي استهدفها الاستطلاع، عما إذا كانوا على استعداد للتحدث بشكل رسمي عن آرائهم بشأن غزة.
رفضت الغالبية العظمى منهم التحدث بعد سماع كلمة "غزة"، ولكن اتفق الثمانية الذين وافقوا على التحدث بشكل رسمي، جميعاً، على أن سلوك إسرائيل يُشكّل إبادة جماعية، وفق ما جاء في تقرير للأناضول، نُشر الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024.
حيث قال زكريا جون، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، في جامعة جورجتاون، للأناضول خلال مقابلة أجريت معه خارج الحرم الجامعي: "إنها إبادة جماعية". وأضاف: "أعتقد أنه قتل غير عادل لجماهير من الناس على غرار الفصل العنصري".
كما اتفق جاستن، وهو طالب (21 عاماً) في جامعة جورجتاون، ولم يذكر كنيته، مع جون قائلاً إنه يعتقد "بشكل لا لبس فيه أن إسرائيل تُنفذ إبادةً جماعيةً في قطاع غزة، سواء بالنظر إلى التعريف القانوني لما يحدث، أو ما يفترضه الكثير من الناس".
أضاف جاستن: "أعتقد أن ما يحدث الآن هو أمر مستمر، وبعد 40 عاماً سيدرك الأشخاص الذين لم يقولوا شيئاً أنها كانت إبادة جماعية، إلا أنه سيكون قد فات الأوان لفعل شيء حيال ذلك".
بينما قالت كايتلين، وهي طالبة أخرى في جامعة جورجتاون (21 عاماً)، ورفضت أيضاً ذكر كنيتها، إنه "من الواضح تماماً أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية".
كما أوضحت أن "إسرائيل انتهكت بشكل واضح أجزاءً كثيرةً من الاتفاقيات الدولية، حيث نرى مقاطع مصورة من قبل الصحفيين في غزة تظهر المباني التي تؤوي مدنيين يتم قصفها، والأطفال الذين يتم ذبحهم عشوائياً، ونرى صوراً لرجال يتم تجميعهم وتجريدهم من ملابسهم وركوعهم على ركبتيهم".
فيما شددت كايتلين: "كل هذه الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان تحدث أمام أعين العالم، وحكومة الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الغربية الأخرى تواصل تمويل إسرائيل رغم كل ذلك".
يأتي ذلك بينما أمرت محكمة العدل الدولية، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني، إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمن نص "وقف إطلاق النار".
فيما لقي قرار المحكمة الدولية ترحيباً دولياً وإقليمياً، بما في ذلك من حماس، وحذرت حركة الجهاد الإسلامي من استغلال إسرائيل عدم صدور قرار بوقف إطلاق فوري للنار في غزة من المحكمة، ما يتيح لها "التصرف كما تشاء".
حيث عقدت محكمة العدل الدولية في لاهاي، في 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري، جلستَي استماع علنيتَين، في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
بينما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت حتى السبت 26 ألفاً و257 شهيداً، و64 ألفاً و797 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسبَّبت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.