يمتلك البنتاغون قوات على الأرض في اليمن، بالتزامن مع الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف جماعة الحوثي، وهي حقيقة رفضت وزارة الدفاع الأمريكية الإقرار بها مؤخراً، بحسب تقرير لموقع The Intercept الأمريكي، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024.
تقرير الموقع لفت إلى أن البيت الأبيض قال للكونغرس في آخر تقرير لقانون صلاحيات الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "ينتشر عدد صغير من أفراد جيش الولايات المتحدة في اليمن؛ لتنفيذ عمليات ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
لكن عندما بدأت الولايات المتحدة شن الهجمات ضد الحوثيين، أصبح مسؤولو وزارة الدفاع فجأةً أكثر تحفظاً في الحديث عن وجود الجيش الأمريكي هناك، وفقاً للموقع الأمريكي.
"لست على علمٍ"
وفي مؤتمرٍ صحفي، في 17 يناير/كانون الثاني 2024، تلقى السكرتير الصحفي للبنتاغون العميد بات رايدر، سؤالاً عما إذا كان بإمكانه تقديم تأكيدات على أن الولايات المتحدة ليست لديها قوات على الأرض في اليمن، فأجاب رايدر قائلاً: "لست على علمٍ بوجود أي قوات أمريكية على الأرض".
بينما قال إيريك سبيرلينغ، المدير التنفيذي لمؤسسة Just Foreign Policy: "من المحتمل أن تكون القوات الأمريكية منتشرةً على نطاقٍ واسع حول العالم لدرجة أن المسؤول، المُكلَّف بمعرفة تلك الإجابات، قد يعجز عن تتبع كامل القوات.
لكن من المحتمل كذلك أنه يحاول التهرب من السؤال لتفادي التعرّض لتدقيق أكبر، نظراً للتوسع الدراماتيكي في الوجود الأمريكي داخل المنطقة خلال الأشهر الأخيرة".
صراع اليمن
الموقع أوضح أن صراع اليمن يمثل موضوعاً حساساً بالنسبة لإدارة بايدن، التي قالت مراراً إنها تحرص على عدم السماح لحرب إسرائيل في غزة بالتضخم إلى حربٍ إقليمية أوسع. وتستمر محاولة إدارة بايدن لتحقيق ذلك رغم أن إنكار تهديد الصراع المتنامي أصبح أمراً صعباً بدرجةٍ متزايدة.
إذ قالت صابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، بعد قصف الحوثيين في 18 من يناير/كانون الثاني: "لا نعتقد أننا في حرب. ولا نريد رؤية حربٍ إقليمية". في ما رد أحد الصحفيين على تصريحاتها بارتياب، وعلّق مازحاً: "لقد قصفناهم 5 مرات حتى الآن… إذا لم تكن هذه حرباً، فما هي الحرب؟".
ورغم ذلك الخطاب، وصلت التوترات مع الحوثيين إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات.
"سهم بوسيدون"
وقد أطلق الجيش الأمريكي اسماً على عمليته التي تستهدف أصول الحوثيين في اليمن بشكلٍ سري. وأشار المراقبون إلى أن إطلاق أسماء رسمية على العمليات يُشير إلى طبيعتها طويلة الأمد. وتحمل العملية الخاصة بقصف الحوثيين اسم "سهم بوسيدون"، وهي حقيقة أخرى رفضت إدارة بايدن الاعتراف بها.
إذ رفض المتحدث جون كيربي تقديم اسم للعملية، فسأله أحد أفراد الفريق الصحفي في البيت الأبيض قائلاً: "هذا يعني أن اسم هذه العملية هو 'نحن نقصف الحوثيين' ببساطة؟". ليرد كيربي قائلاً: "أُفضِّل -أُفضِّل إحالتك إلى البنتاغون ليجيبوا عن سؤالك حول ما إذا كانوا قد أطلقوا على العملية اسماً أم لا. فهم المنوط بهم الإجابة هذا السؤال".