أفاد تقرير لشبكة NBC News الأمريكية، الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2024، بأن يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، لا يزال متقدماً بخطوة على جيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات، رغم مرور نحو 4 أشهر على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، أن جيش الاحتلال عثر مؤخراً على زنازين، قالوا إن الأسرى كانوا محتجَزين فيها عميقاً تحت خان يونس، مسقط رأس السنوار والمركز المكتظ بالسكان والنشاط السياسي لحماس.
أضاف المسؤولون أن السنوار وغيره من قادة حماس كانوا على الأرجح مختبئين في مكان قريب، ويتمتعون بحماية شديدة من وجود الأسرى معهم، بالإضافة إلى مقاتلي حماس.
مواصلة الاتصال بين السنوار وقادة حماس
من جانب آخر، أشار التقرير إلى أن حركة حماس بذلت جهوداً كبيرة للحفاظ على اتصالات السنوار مع قادتها السياسيين في الدوحة، عاصمة قطر، دون أن تكتشفها الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك خلال وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المنصرم.
في حين نقلت الشبكة عن مسؤول سياسي في حماس، لم تُسمّه، أن الحركة تحاول حماية السنوار وكبار قادتها الآخرين، مضيفاً: "أعتقد أن هذا من حق أي قيادة أو أي مقاومة. أنا متأكد من أن الحال هو نفسه في كل بلد".
يُعتَقَد أن السنوار خطط وأشرف على الهجوم المفاجئ الذي كان الأكثر دمويةً في تاريخ إسرائيل الممتد لـ75 عاماً، ومن المرجح أن السنوار ظل في حالة تحرك، وقام بتغيير مواقعه لتجنب اكتشافه، وفقاً لقادة عسكريين ومسؤولين أمنيين حاليين وسابقين وخبراء كانوا على اتصال مع حماس في الماضي، وفق الشبكة الأمريكية.
وهذا الأسبوع، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، حيث تعتقد قوات الاحتلال أن السنوار موجود في عمق متاهة من الأنفاق في مكان ما أسفل غزة، لكنهم لا يستبعدون احتمال عبوره إلى مصر عبر نفق.
عرض إسرائيلي يرفضه السنوار
وطرحت إسرائيل عرضاً للسماح بمرورٍ آمن للسنوار وغيره من قادة حماس للخروج من غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، ولا تزال المفاوضات جارية، لكن لا يوجد اتفاق وشيك من هذا القبيل، وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات.
وأعرب مسؤول إسرائيلي سابق، يتمتع بخبرة واسعة في التفاوض مع الفلسطينيين، عن مخاوفه بشأن مثل هذه النتيجة، حيث قال: "إذا كان يعيش في الخارج ويشرف على بقية قادة حماس في غزة، وحصلت حماس على دور في ترتيب مستقبلي في غزة، فهذا سيعزز فوزه في 7 أكتوبر/تشرين الأول".
وقال مسؤولان إسرائيليان سابقان آخران إن السنوار لديه 3 أهداف: بقاؤه، والاستمرارية التنظيمية لحماس، ودور في القيادة المستقبلية لغزة.
وتبدأ عملية المطاردة الإسرائيلية للسنوار في الوقت الذي تنخرط فيه دول متعددة، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر ومصر، في محادثات عالية المخاطر، تهدف إلى إيجاد مخرج للصراع، فيما طالبت حماس إسرائيل بوقف هجومها بشكل دائم قبل إطلاق سراح أي أسير، وهو مطلب رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إنه يعرّض الإسرائيليين للخطر.
استمرار الحرب
ويتفق القادة الإسرائيليون عبر الطيف السياسي على أن الحرب يجب أن تستمر ويجب التوصل إلى تفكيك حركة حماس، ولكن هناك زخم وراء فكرة أن إسرائيل يجب أن تقوم أولاً بإخراج الأسرى، ثم تأخذ الوقت الذي تحتاجه لهزيمة حماس.
ولا يعتقد غيرشون باسكن، الإسرائيلي الذي عمل كوسيط مع حماس لعقود من الزمن، أن السنوار سيوافق على صفقة تتضمن مغادرة غزة للعيش في ملاذ إقليمي آمن مثل الدوحة أو بيروت.
إذ قال باسكن: "إنه ليس ياسر عرفات، الذي هرب عام 1982 إلى بيروت مع منظمة التحرير الفلسطينية. إنه عقليةٌ مختلفة تماماً"، وأضاف: "أعتقد أن السنوار يعرف أنه سيموت شهيداً، وهو لا يخاف من الموت".
عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005، يقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، إن استخباراته بدأت في الانخفاض في القطاع المكتظ بالسكان.
وقال باسكن: "ليس لديهم نفس المعلومات الاستخبارية في غزة كما هي الحال في الضفة الغربية. في الضفة، رُسِمَت خريطة لكل منزل، وهم يعرفون من يعيش في كل بيت، وعندما تكون هناك هجمات ويهرب الناس في الضفة الغربية، يمكن للجيش الإسرائيلي العثور عليهم".