كشفت مصادر مطلعة في هيئة الحشد الشعبي لـ"عربي بوست"، الخميس 25 يناير/كانون الثاني 2024، عن أن قادة من الفصائل الشيعية المسلحة في الحشد غادرت العراق إلى إيران، وذلك خشية استهدافها من القوات الأمريكية، مع تزايد التوتر بين الجانبين.
أوضح قيادي في الحشد الشعبي، مفضلاً عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، أن "قيادات من الصف الأول في كل من حزب الله العراقي وحركة النجباء، سافروا إلى إيران، بناء على معلومات استخباراتية إيرانية بشأن وجود تهديد على حياتهم".
تحركات قادة من هيئة الحشد الشعبي باتجاه إيران، كانت في الفترة بين 5 – 22 يناير/كانون الثاني 2024، أي بعد اغتيال القيادي في حركة النجباء (أبو تقوى) بغارة أمريكية، باستخدام طائرة من دون طيار، إذ كانت تتهمه واشنطن بأنه المسؤول الأول عن الهجمات التي تستهدف قواتها في العراق.
ازداد التوتر بين الفصائل الشيعية والقوات الأمريكية في العراق، على أثر اغتيال الأخيرة مشتاق جواد السعيدي، ويُعرف باسم "أبو تقوى"، الذي يُعد قيادياً بارزاً في هيئة الحشد الشعبي.
تعود بدايات التوتر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ بدأت فصائل من الحشد الشعبي بشن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، للضغط من أجل إنهاء الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي.
تابع المصدر أنه "بعد اغتيال أبو تقوى، سافر عدد لا بأس به من القيادات العسكرية رفيعة المستوى من حزب الله العراقي وحركة النجباء إلى إيران، وعاد البعض منهم مؤخراً، فيما لا يزال هناك عدد من قيادات حركة النجباء على وجه التحديد في طهران".
سبب هذه التحركات من قادة الحشد الشعبي للمغادرة باتجاه إيران، تأتي بسبب "تحذيرات إيرانية لها، بأن هناك احتمالات كبيرة بناءً على معلومات الاستخباراتية، باستهداف الولايات المتحدة لقادة بارزين في حركة النجباء، لأنها المسؤولة بشكل أساسي عن استهداف القوات الأمريكية في العراق"، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
انسحابات من مقارّ هيئة الحشد الشعبي
مصادر أمنية في هيئة الحشد الشعبي، كشفت كذلك لـ"عربي بوست"، عن أن "فصائل في الحشد الشعبي، لا سيما المشاركة في الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، تقوم الآن بالانسحاب من مقرّاتها الرئيسية في المدن الحضرية، وعلى الحدود مع سوريا، خشية استهدافها".
من جانبه، علق قيادي عسكري بارز في حزب الله العراقي لـ"عربي بوست"، على سفر قادة فصيله إلى إيران، بالقول إن "السفر كان من أجل التشاور مع الإخوة الإيرانيين، ولا نية للتواجد لفترة أكبر في إيران".
وقال: "قبل أيام، عاد على الفور قادة من حزب الله العراقي وحركة النجباء، إلى العراق، قادمين من طهران، لاستكمال المقاومة ضد الأمريكيين".
لم يرَ القيادي في حزب الله العراقي في هذه الخطوة من قادة فصائل في هيئة الحشد الشعبي أمراً مستغرباً، قائلا: "من الطبيعي أن يقوم قادة الصف الأول بزيارة الإخوة في إيران، من أجل التشاور والتباحث، خاصة بعد اغتيال الأمريكيين لأبي تقوى"، مضيفاً: "وجودهم في إيران لا يؤثر على عمل المقاومة في العراق".
مناطق رئيسية للنجباء وحزب الله العراقي
تُعدّ منطقتا القائم وجرف الصخر، من أكثر المناطق التي تتمتع بنفوذ لفصائل النجباء وحزب الله العراقي، إذ تسيطر عليهما بشكل كامل.
بحسب المصادر العراقية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، فإن هاتين المنطقتين، من المناطق الرئيسية التي تستخدمها الفصائل العراقية لاستهداف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق.
وقالت إن منطقة جرف النصر تحديداً، تُعدّ المركز الرئيسي لتصنيع الأسلحة وتجميع الصواريخ والطائرات من دون طيار، من أجل تجهيزها لشن الفصائل العراقية الشيعية المدعومة من إيران في العراق هجمات ضد القوات الأمريكية.
استهدافات القوات الأمريكية في العراق للحشد الشعبي
يشار إلى أنه في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023، استهدفت الولايات المتحدة مركزاً لتجمع مقاتلي حزب الله العراقي في منطقة جرف النصر، ما أدى إلى مقتل عدد من أعضاء فصيل حزب الله العراقي.
قالت واشنطن حينها، إن ذلك يأتي رداً على استخدام الفصيل لصواريخ باليستية في هجومه على السفارة الامريكية ببغداد، دون وقوع أي إصابات من الجانب الأمريكي.
في أحدث التطورات، قامت الولايات المتحدة الأربعاء، 24 يناير/كانون الثاني 2024، بغارة ضد مواقع يتمركز فيها مقاتلو حزب الله العراقي وحركة النجباء في منطقة جرف النصر أيضاً، دون الإبلاغ عن وقوع قتلى أو إصابات خطيرة من الجانب العراقي.
قبلها بيوم واحد، استهدفت القوات الأمريكية منشآت ومخازن للأسلحة تابعة للفصائل الشيعية المسلحة، في منطقة القائم غربي الأنبار.
يذكر أنه منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قامت الفصائل العراقية الشيعية، بشن أكثر من 150 هجوماً على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، رداً على الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة.
ونشر "عربي بوست" تقريراً في وقت سابق، تناول فيه التصعيد بين القوات الأمريكية في العراق والفصائل الشيعية المسلحة، في مقدمتها وحدات الحشد الشعبي، التي زادت من ضغوطها على حكومة بغداد برئاسة محمد شياع السوداني، من أجل إخراج القوات الأمريكية من البلاد.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.