وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الخميس 25 يناير/كانون الثاني 2024، الأوضاع المعيشية بقطاع غزة وتحديداً بمحافظتي غزة والشمال بـ"الكارثية جداً" بسبب الحرب الإسرائيلية، وفي ظل "عدم توفر المواد الغذائية الأساسية"، فيما كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية أن 66% من السكان يعانون من أمراض المياه الملوثة.
إذ قالت إيناس حمدان، القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بـ"أونروا" في غزة، إن "الأوضاع المعيشية في قطاع غزة ككل وبالأخص في محافظتي غزة والشمال كارثية جداً".
حمدان أضافت: "أقل ما يمكن أن يقال هو أن الوضع مأساوي للغاية، فالمواد الغذائية الأساسية مثل الطحين والأرز غير متوفرة، والسكان هناك بالفعل لا يجدون ما يكفي لسد جوعهم".
تفاقم المشاكل الصحية
كما أوضحت حمدان أن نقص الأغذية في القطاع ومحافظتي غزة والشمال يفاقم من "الوضع المأساوي هناك ويؤدي إلى مزيد من المشاكل الصحية في ظل انعدام ظروف حياتية ملائمة".
وبيّنت أن عملية إرسال المساعدات الإنسانية لمحافظة غزة أصبحت من "المهام الصعبة للغاية والأكثر تعقيداً بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة".
وتابعت حمدان أن "مناطق عديدة في محافظتي غزة والشمال يتعذر إيصال المساعدات الإغاثية إليها بفعل القيود"، مشيرة إلى وجود حاجة مُلحَّة لـ"إرسال مزيد من المساعدات الغذائية والإغاثية مثل البطانيات، خصوصاً في هذه الأجواء الباردة جداً، فضلاً عن إرسال الدواء للمحافظتين".
ولفتت حمدان إلى أن قافلتين كانت "أونروا" قد أرسلتهما مؤخراً (لم توضح الموعد بالتحديد) إلى شمال قطاع غزة، تعرضتا لـ"إطلاق نار أثناء عودتهما إلى الجنوب".
وقالت عن ذلك: "هذا أمر غير مقبول؛ حيث يجب حماية الطواقم الإنسانية التي تعمل في مجال إيصال المساعدات للنازحين، كما يجب تسهيل وصول كافة المساعدات الإنسانية وبكميات مناسبة".
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في بيان، إن إسرائيل "ارتكبت مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر حصولها على مساعدات قرب مفترق دوار الكويت جنوبي مدينة غزة، راح ضحيتها 20 مواطناً و150 إصابة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي تجمعات لمواطنين ينتظرون مساعدات إنسانية وإغاثية شحيحة نادراً ما تصل لمحافظة غزة وشمال القطاع.
انتشار الأمراض
في سياق آخر، كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الخميس، أن 66% من سكان قطاع غزة يعانون انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، ومنها الكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية.
وقالت المؤسسة (رسمية)، في بيان، إن "نقص المياه الصالحة للشرب وإغلاق جميع محطات تحلية المياه، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، أسفر عن معاناة 66% من أهالي قطاع غزة انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، كالكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
كما حذرت "جودة البيئة" من مخاطر "قصف الاحتلال الإسرائيلي لخطوط الصرف الصحي" في القطاع، مشيرة إلى أن هذه الممارسات "تؤدي إلى كارثة صحية وبيئية".
وفي السياق، لفتت إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "تسببت باقتلاع نحو 50 ألف شجرة، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية والمشاتل والحدائق المنزلية، ما يؤدي إلى زيادة التصحر وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور جودة التربة".
تدمير مكونات البيئة
واعتبرت أن "العدوان الإسرائيلي لا يشكل كارثة إنسانية فقط، بل يعمل على تدمير مكونات البيئة، بسبب تراكم النفايات الصلبة والطبية، وتوليد الانبعاثات الكربونية"، بحسب المصدر ذاته.
ودعت "جودة البيئة" المجتمع الدولي إلى "التدخل الفوري لمواجهة التحديات البيئية الهائلة، وضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على البيئة والتصدي لتداول الأضرار البيئية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي".
وتُضاف المشكلات البيئية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة إلى عدد من الكوارث الإنسانية الضخمة التي تلاحق سكان القطاع، بينها النقص الحاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وتهدد هذه المشكلات حياة الآلاف ممكن تمكنوا من النجاة من النيران الإسرائيلية.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً على غزة، خلّفت حتى الأربعاء "25 ألفاً و700 شهيد، و63 ألفاً و740 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفق السلطات الفلسطينية.