كشف مصدر قيادي في كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2024، عن تفاصيل "عملية المغازي" التي قُتل فيها أكثر من 20 جندياً من جنود الاحتلال، الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، مؤكداً أن العملية كان مخططاً لها منذ أسابيع، ومشدداً على أن الدمار الهائل كان مصدره قذيفة من المقاومة حرضت المتفجرات التي كانت في المنزل.
في حديث له مع قناة "الجزيرة" الفضائية، قال المصدر "القسامي" إن المقاومين "تمركزوا منذ أسابيع في منطقة العملية شرق المغازي رغم القصف الشديد والمتواصل"، وكشف أن "التعليمات كانت بعدم التعامل مع القوات المتوغلة بمخيم المغازي، في انتظار هدف ثمين".
في تفاصيل الكمين الذي أعدته المقاومة، يقول المتحدث نفسه إن "العدو كثف نيرانه بالمنطقة وقام بتمشيطها حتى ظن أنها أصبحت آمنة فأدخل قوات الهندسة".
وأضاف: "رصد المجاهدون القوة المعادية تتقدم، وتم تشخيصها على أنها قوة هندسية عبر هويتها ومعداتها"، وأردف: "آثروا عدم التعامل مع قوة راجلة أخرى كانت تقف فوق حقل ألغام أعدته القسام مسبقاً"
ثم زاد: "انتظر المجاهدون إنهاء القوة عملها وتثبيت المتفجرات ثم استهدفوها بقذيفة مضادة للأفراد، وبالتوازي مع ذلك تم تدمير دبابة كانت تعمل على تأمين القوة، وقتل وإصابة من فيها".
القيادي في "القسام" أكد أن "القذيفة كانت بمثابة محرض للمتفجرات التي أحدثت انفجاراً دمر المبنى وقضى على أفراد القوة".
بعد لحظات من الواقعة، يقول القيادي إنه "بعد وصول قوات نجدة للمكان ومرورها فوق حقل الألغام تم تفجيره، ثم انسحب المجاهدون بسلام"
ثم "قصف العدو محيط العملية وعزلها، واستقدم آليات ثقيلة بقيت تعمل نحو 12 ساعة لانتشال جثامين قتلاه".
جيش الاحتلال يعترف
في وقت سابقٍ الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 21 جندياً في معارك بجنوب قطاع غزة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنهم سقطوا خلال استعداد الجيش لتفجير عدة مبانٍ فانهار مبنيان وقُتل عدد كبير من الجنود.
فيما وصفت قنوات إسرائيلية الحادثة بـ"الكارثة الكبرى"، وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن "الحدث الصعب" وقع قبالة كيسوفيم وسط قطاع غزة، بعد أن تم إطلاق صواريخ تجاه دبابة خلال استعداد الجيش لتفجير عدة مبانٍ، فانهار مبنيان وقُتل عدد كبير من الجنود.
وبذلك ارتفع عدد الضباط والجنود الإسرائيليين القتلى منذ بداية المعارك البرية في قطاع غزة، يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 221 من أصل 556 منذ بداية الحرب في السابع من ذلك الشهر، بحسب الموقع الرسمي للجيش.
تفاصيل الواقعة كما أكدتها "القسام"
في وقت سابق أيضاً، كشفت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، تفاصيل استهدافها قوة من الجيش الإسرائيلي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، الإثنين، وهي عملية أقرت تل أبيب بأنها أودت بحياة 21 من جنودها.
وقالت "القسّام" في بيان: "في تمام الساعة 16:00(14:00 ت.غ) من مساء يوم أمس (الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024)، تمكن مقاتلو القسّام من تنفيذ عملية مركبة شرق مخيم المغازي، حيث قاموا باستهداف منزل تحصّنت فيه قوة هندسة صهيونية بقذيفة مضادة للأفراد".
هذه القذيفة أدت إلى "انفجار الذخائر والعتاد الهندسي الذي كان بحوزتها (القوة)، ونسف المنزل بشكل كامل عليها، وبالتزامن دمر المقاتلون دبابة ميركافا كانت تؤمن القوة بقذيفة (الياسين 105)"، وفقاً للبيان.
كما أفادت "القسّام" أيضاً بأن مقاتليها "قاموا بتفجير حقل ألغام بقوة صهيونية أخرى كانت توجد بالمكان نفسه؛ ما أدى إلى إيقاعهم جميعاً بين قتيل وجريح، وانسحب المقاتلون إلى قواعدهم بسلام".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأربعاء، 25 ألفاً و700 شهيد و63 ألفاً و740 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.