زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، "استكمال تطويق" مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة في القطاع أن الاحتلال عزل مستشفى "ناصر" بخان يونس ويعرّض حياة عدد من المرضى والجرحى للخطر، فيما دعت حركة "حماس" الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.
في بيان لها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية للوقوف عند مسؤوليتها تجاه قصف إسرائيل لمجمع "ناصر" الطبي ومستشفى "الأمل" في خان يونس جنوبي القطاع.
رواية الاحتلال
جاء في بيان جيش الاحتلال: "نفذت الفرقة 98 على مدار آخر أربع وعشرين ساعة هجوماً واسع النطاق في خان يونس".
ويأتي هذا البيان عقب ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، مقتل 24 عسكرياً في معارك بوسط قطاع غزة وجنوبه خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
كما ادعى أنه ضمن الفرقة "استكملت قوات المظليين، وغفعاتي واللواء 7 خلال الهجوم عملية تطويق خان يونس".
ثم تابع: "عمّق جنود فرقة الكوماندوز الهجوم إلى قلب المنطقة التي تستخدم كمركز ثقل محوري للواء خان يونس التابع لحماس".
وذكر أن المنطقة شهدت "قتالاً مكثفاً"، مدعياً أن "القوات (الإسرائيلية) قضت على عشرات المسلحين في معارك وجهاً لوجه بتعاون مع غارات سلاح الجو".
ثم أضاف: "كما كشفت القوات عن قذائف صاروخية جاهزة للإطلاق، ومجمعات قتال، وفتحات أنفاق ووسائل قتالية عديدة".
إخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة
من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي عزل مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس (جنوب)، وسط صعوبة في نقل الحالات الخطيرة منها بسبب القصف المتواصل.
المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أوضح في بيان مقتضب: "الاحتلال الاسرائيلي يعزل مجمع ناصر الطبي ويعرض حياة الطواقم والمرضى والنازحين للخطر".
كما تابع: "الطواقم الطبية عاجزة عن نقل الحالات الخطيرة من مجمع ناصر الطبي إلى المستشفى الميداني الأردني المجاور له، نتيجة القصف المتواصل".
ومنذ الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات المكثفة، الجوية والمدفعية، على مدينة خان يونس، وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها، وسط تقدم بري أحرزته آلياته.
لأكثر من مرة، أعربت الوزارة عن خشيتها من تكرار ما حدث مع المستشفيات الواقعة شمالي قطاع غزة، بدءاً من استهداف محيطها وصولاً إلى قصفها المباشر ومحاصرتها واعتقال من فيها، مع مستشفيات جنوب القطاع.
وخلال الحرب المتواصلة في غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وكانت في البداية تستهدف بشكل أساسي المنشآت الطبية شمال ووسط القطاع، ثم انتقلت إلى المؤسسات الواقعة جنوباً مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع "حماس" مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
"قيود ممنهجة" من الاحتلال
في سياق متصل، وصفت متحدثة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، عبير عطيفة، الثلاثاء، رفض إسرائيل وصول البعثات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة بـ"القيود الممنهجة".
في مؤتمر صحفي عبر الانترنت بمكتب الأمم المتحدة بجنيف، قالت متحدثة البرنامج الأممي بالشرق الأوسط، إنه من الصعب الوصول إلى أماكن تحتاج لمساعدات، خاصةً شمال القطاع.
كما لفتت عطيفة إلى أن كميات قليلة جداً من المساعدات الغذائية وصلت إلى شمال قطاع غزة.
كذلك، أوضحت أن آخر بعثات برنامج الأغذية العالمي للمساعدات الغذائية إلى شمال غزة تم تنفيذها في 11 و13 يناير/كانون الثاني.
ثم أشارت عطيفة إلى وجود "قيود ممنهجة على الدخول إلى شمال غزة، وليس فقط على برنامج الأغذية العالمي".
في وقت سابق الثلاثاء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إنّ إسرائيل منعت 3 من أصل 4 بعثات إنسانية متجهة إلى شمال قطاع غزة.
وعبر حسابه على منصة "إكس"، أشار "أوتشا" إلى أنّ إسرائيل منعت زيادة المساعدات الإنسانية لغزة في أول أسبوعين من العام 2024 رغم الحاجة الماسة لها في القطاع.
ثم أضاف: "منعت القوات الإسرائيلية وصول ثلاث من أصل أربع بعثات لتقديم المساعدات الإنسانية إلى مناطق في شمال غزة".
وفي وقت سابق، ذكر المكتب الأممي أن إسرائيل ضاعفت منذ مطلع العام 2024 القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى قطاع غزة في الأسبوعين الأولين من يناير.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الثلاثاء "25 ألفاً و490 شهيداً و63 ألفاً و354 مصاباً معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.