قالت القناة "14" الإسرائيلية، الثلاثاء، 23 يناير/ كانون الثاني 2024، نقلاً عن تصريحات لوزير جيش الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال لقائه مع رؤساء البلدات والمستوطنات الإسرائيلية الواقعة على خط المواجهة قرب الحدود اللبنانية إن تل أبيب تسعى للتوصل إلى اتفاق مع لبنان عبر الوسائل السياسية، وتجنب الحرب.
ووفق القناة، قال غالانت: "إسرائيل تحاول التوصل إلى اتفاق مع لبنان عبر الوسائل السياسية، لأنه حتى لو ذهبنا إلى الحرب، فسيكون هناك في النهاية وقف لإطلاق النار".
وأوضح أن "إسرائيل ليست لديها نية للبقاء في لبنان، ولهذا السبب علينا أن نحاول الوصول إليه (وقف إطلاق النار) حتى بدون قتال". وأضاف غالانت أنه إذا لم يتم التوصل لتسوية سياسية، فإن "لدى إسرائيل خيارات أخرى".
قرار إسرائيلي للمناطق الحدودية مع لبنان
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اللقاء ذاته، إنه سيصدر خلال الأيام المقبلة قراراً حكومياً للمساعدة في تنمية الشمال، بمبلغ 3.5 مليار شيكل (930 مليون دولار)، وفق المصدر نفسه.
وأضاف نتنياهو أنه "من الخطأ الإدلاء بتصريحات حول العودة المتوقعة للسكان، وأضاف أن كل كلمة في هذا الشأن تعتبر معلومات للعدو".
ومنذ اندلاع الحرب، أخلى نحو 60 ألف إسرائيلي منازلهم من البلدات القريبة من الحدود اللبنانية، إلى فنادق في مدن أخرى بعيدة عن المواجهات بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله".
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان نشره بحسابه على منصة "إكس"، مساء الثلاثاء، مهاجمة أهداف تابعة لـ "حزب الله" في الأراضي اللبنانية".
وأكد "تدمير موقع عسكري كان يتواجد فيه مسلحو التنظيم"، مضيفاً "خلال النهار هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي عدة مناطق أخرى في الأراضي اللبنانية". ولم يعلق "حزب الله" على ما أورده الجيش الإسرائيلي في بيانه حتى الساعة 16:00 (ت.غ).
حزب الله يستهدف قاعدة إسرائيلية
في وقت سابق الثلاثاء، أعلن "حزب الله" استهداف قاعدة "ميرون" للمراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بعدة صواريخ، وتحقيق إصابات مباشرة.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان: "بوقوع أضرار ببنى تحتية في قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو في الشمال، إثر إطلاق قذائف من لبنان". ورغم عدم كشف الجيش عن اسم القاعدة، قالت إذاعة الجيش إن الحديث يدور عن قاعدة "ميرون" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
توسيع نطاق الحرب
في سياق موازٍ، يجري وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس جولة شرق أوسطية بهدف الحيلولة دون توسع نطاق الحرب في المنطقة.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الإسبانية يستهل ألباريس جولته من لبنان ثم العراق، فيما لم يتم الكشف عن وجود محطات أخرى في الجولة.
وشدد على الدعم القوي لوزير الخارجية الإسباني، من أجل عقد مؤتمر سلام دولي يفضي للاعتراف بالدولة الفلسطينية في المجتمع الدولي.
وأشار البيان إلى أنّ ألباريس سيؤكد في لقاءاته الثنائية في لبنان والعراق على حماية أمن البلدين. وسيزور ألباريس جنود إسبانيا الموجودين في لبنان والعراق.
وقبل توجهه للبنان قال ألباريس في حديث لإذاعة "كادينا سير" المحلية: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس فكرة فلسفية جميلة، بل هو الهدف الرئيسي للبحث عن السلام".
وأردف: "السلام يعني أيضاً الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية حقيقية. في الواقع، الشيء الجيد هو أننا جميعاً نعرف بالضبط ما يتعين علينا القيام به، لكن الشجاعة السياسية مفقودة".
وأضاف: "النقطة المهمة الآن هي كفّ الحديث عن حل الدولتين والبدء بالحديث عن تنفيذ حل الدولتين، أي خطة السلام. هناك دولة محددة موجودة بالفعل وهي دولة إسرائيل. والنقص في المسألة هو دول فلسطين، سنكثف جهودنا تجاهها".
وعلى وقع حرب مدمّرة على قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 توتراً وتبادلاً متقطعاً للنيران بين جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين اللبنانيين.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الثلاثاء "25 ألفاً و490 شهيداً و63 ألفاً و354 مصاباً معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.