قالت صحيفة New York Times الأمريكية، في تقرير نشرته يوم السبت 20 يناير/كانون الثاني 2024، إنه وبعد أكثر من مئة يوم من الحرب، كان التقدم المحدود الذي أحرزته إسرائيل في "تفكيك" حماس سبباً في إثارة الشكوك داخل القيادة العسكرية العليا حول جدوى تحقيق الأهداف الرئيسية لإسرائيل في الحرب في الأمد القريب، وهي القضاء على حماس، وتحرير الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون في غزة.
في حين فرضت إسرائيل سيطرتها على جزء أصغر، من غزة في هذه المرحلة من الحرب مما تصورته في الأصل بخطط المعركة منذ بداية الغزو. وقد دفعت هذه الوتيرة الأبطأ مما كان متوقعاً بعض القادة إلى التعبير سراً عن إحباطهم إزاء استراتيجية الحكومة في غزة، ودفعتهم إلى استنتاج أن حرية أكثر من 100 أسير إسرائيلي لا يمكن تأمينها إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية.
أزمة تواجه إسرائيل في غزة
إن الهدفين المزدوجين المتمثلين في تحرير الأسرى وتدمير حماس أصبحا الآن غير متوافقَين، وفقاً لمقابلات أجرتها صحيفة New York Times الأمريكية مع أربعة من كبار القادة العسكريين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، لأنه لم يُسمح لهم بالتحدث علناً عن آرائهم الشخصية.
هناك أيضاً صراع بين المدة التي ستحتاجها إسرائيل للقضاء على حماس بالكامل -وهي عملية شاقة تستغرق وقتاً طويلاً في معركتها بالأنفاق تحت الأرض- والضغط الذي يمارسه حلفاء إسرائيل لإنهاء الحرب بسرعة وسط تصاعد الوفيات بين المدنيين.
وقال الجنرالات كذلك، إن المعركة الطويلة التي تهدف إلى تفكيك حماس بالكامل ستكلف على الأرجح حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي يوم الخميس، كشف غادي أيزنكوت، قائد الجيش السابق الذي يخدم في حكومة الحرب، عن صدع داخل الحكومة عندما قال في مقابلة تلفزيونية، إنه من "الوهم" الاعتقاد بأنه يمكن إنقاذ الأسرى أحياءً من خلال العمليات العسكرية. وأدى هذا المأزق الاستراتيجي إلى تفاقم إحباط الجيش من تردد القيادة المدنية الإسرائيلية، وفقاً للقادة الأربعة.
غموض في خطة نتيناهو
قال القادة إن غموض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن خطة ما بعد الحرب في غزة كان على الأقل جزئياً مسؤولاً عن المأزق الذي يواجهه الجيش في ساحة المعركة.
ولم يوضح نتنياهو بعد كيف سيتم حكم غزة بعد الحرب، وقال القادة إنه بدون رؤية طويلة المدى للقطاع، لن يتمكن الجيش من اتخاذ قرارات تكتيكية قصيرة المدى حول كيفية الاستيلاء على أجزاء غزة التي تظل خارج السيطرة الإسرائيلية. إن الاستيلاء على الجزء الجنوبي من غزة، والذي يقع على الحدود المصرية، سوف يتطلب تنسيقاً أكبر مع مصر. لكن ثلاثة من القادة قالوا إن مصر غير راغبة في المشاركة دون ضمانات من إسرائيل بشأن خطة ما بعد الحرب.
ورداً على طلب التعليق، قال مكتب نتنياهو في بيان، إن "رئيس الوزراء يقود الحرب على حماس بإنجازاتٍ غير مسبوقة وبأسلوبٍ حاسمٍ للغاية". وفي خطاب ألقاه يوم الخميس، وعد نتنياهو بتحقيق "النصر الكامل على حماس"، وكذلك إنقاذ الأسرى الإسرائيليين.
ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي في البداية الرد على تعليقات القادة. وبعد نشره على الإنترنت يوم السبت، أصدر الجيش بياناً رسمياً قال فيه إنه لا يعرف هوية القادة الذين تحدثوا إلى New York Times، وإن آراءهم "لا تعكس" موقف الجيش. وأضاف البيان أن "الإفراج عن الأسرى جزء من أهداف الحرب وله أهمية قصوى".
ويخشى الجنرالات من أن تؤدي الحملة الطويلة -دون خطة لما بعد الحرب- إلى تآكل أي دعم متبقٍّ من حلفاء إسرائيل، مما يحد من استعدادهم للتزويد بذخيرة إضافية.