تسببت الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول في خسائر اقتصادية كبيرة في إسرائيل، لاسيما المستوطنات في الجنوب والشمال التي تحوّلت إلى مستوطنات أشباح منذ أكثر من 3 أشهر، بالإضافة إلى مدن إيلات و تل أبيب والقدس المحتلة، بحسب تقرير لصحيفة Calcalist الإسرائيلية.
التقرير أشار إلى أن ضرر الحرب امتد إلى كامل إسرائيل، فقد ترك 300 ألف جندي احتياط فجوة في الاقتصاد؛ مما خلق اضطراباً في أماكن العمل، وتعرّضت بعض القطاعات لأضرار جسيمة في جميع مناطق البلاد؛ ومنها السياحة والترفيه والمطاعم.
الصحيفة أوضحت أن عمق ونطاق الضرر لم يطَل جميع المدن بنفس المستوى. وقررت Calcalist التحقق من الوضع في مختلف المدن، ووجدت تفاوتات كبيرة حتى في المدن التي تتشابه فيها الأضرار الأمنية الناجمة عن الحرب.
إيلات
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن المدينة التي عانت من أسوأ الأضرار هي بلا شك إيلات. ففي إيلات، كانت هناك زيادة بأكثر من 3 أضعاف في معدل البطالة من 2.7% فقط في سبتمبر/أيلول إلى 8.9% في ديسمبر/كانون الأول، وكان الانخفاض في استخدام بطاقات الائتمان أكثر من 30% في ديسمبر/كانون الأول، مقارنةً بانخفاض عام قدره 0.5% فقط في استخدام بطاقات الائتمان.
ونتيجة إجلاء سكان الجنوب إلى إيلات وتسكينهم في الفنادق، تعرّضت الأعمال التجارية هناك، التي يعتمد معظمها على السياحة، لضربة قوية في الإيرادات بحسب الصحيفة، لافتة إلى أنه رغم أنَّ السكان بدأوا تدريجياً بإخلاء الفنادق لصالح مساكن دائمة، فإأنَّ السياحة لم تنتعش بعد.
عسقلان
ومن المدن الأخرى التي عانت من تدهور النشاط الاقتصادي هي عسقلان ونهاريا. والسبب هنا هو الأمن: عسقلان كانت المدينة الأكثر تعرضاً للقصف في إسرائيل منذ بداية الحرب. ورغم عدم إجلاء سكانها بالكامل، إلا أنَّ النشاط الاقتصادي للمدينة تضرر بدرجة كبيرة. وتضاعف معدل البطالة من 4% إلى 9.3% في ديسمبر/كانون الأول.
ورغم أنَّ نهاريا، التي تقع شمال البلاد، لم تتعرّض لقصف كبير مثل عسقلان، لكن موقعها بالقرب من الخط الشمالي أثر في نشاطها الاقتصادي.
القدس المحتلة وتل أبيب
وعانت المدن الكبرى مثل القدس المحتلة وتل أبيب من تأثير أكبر من المتوسط على النشاط الاقتصادي.
ففي تل أبيب تضاعف معدل البطالة إلى 5.3%. وفيما يتعلق باستخدام بطاقات الائتمان، سُجِل انخفاض كبير في تل أبيب في نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 30% تقريباً، مقارنةً بانخفاض قدره 5.5% فقط في الاقتصاد ككل.
ويعود الانخفاض الحاد في تل أبيب إلى عدة عوامل: فقطاع السياحة والترفيه والتسلية هو بالطبع من أكثر القطاعات التي عانت من أضرار جسيمة خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، كان تأجيل بدء العام الدراسي في الأكاديمية عاملاً في تباطؤ النشاط.
وتضررت القدس المحتلة أيضاً، وهو ما انعكس بالأساس من خلال الارتفاع الحاد في معدل البطالة من 3.4% قبل الحرب إلى 7% في نوفمبر/تشرين الثاني و6.5% في ديسمبر/كانون الأول. وارتفع الانخفاض في استخدام بطاقات الائتمان من 7% في نوفمبر/تشرين الثاني إلى 10% في ديسمبر/كانون الأول.