كشف تقرير إسرائيلي، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، النقاب عن احتدام التوتر بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاع جيش الاحتلال يوآف غالانت، وفق ما أفادت به القناة 12 العبرية تحت عنوان "هكذا تبدو المعركة بين نتنياهو وغالانت".
وقالت القناة: "منذ أسابيع، حاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع إخفاء التوتر بينهما، ولكن الآن لا جدوى من ذلك"، مشيرة إلى أن "الجبهة الأخرى وغير الضرورية في الحرب هي تلك القائمة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وكجميع الجبهات النشطة الآن، فهي أيضاً تغلي تحت السطح منذ فترة طويلة".
وتابعت: "يمكن القول إنه بين نتنياهو وغالانت تسود علاقة خيبة أمل متبادلة لفترة طويلة، فنتنياهو عين غالانت في أهم منصب في حكومته، وزير الدفاع، بعد أن رأى فيه جندياً مخلصاً، ليس للجيش طبعاً بل لرئيس الوزراء نفسه. نعم رجل يمكن التلاعب به بسهولة".
إملاءات سخيفة
ولفتت إلى أنه "منذ اللحظة الأولى كان على غالانت أن يتعامل مع إملاءات سخيفة، إذ اكتشف أن جزءاً من مكتبه نُقل كمروحية إلى (زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف ووزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، وهذا ما أرهقه لفترة من الزمن في المعارك التي دارت حول موضوع البؤر الاستيطانية".
وقالت: "كما وجد غالانت نفسه في خلاف مستمر مع (زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف ووزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، على سبيل المثال، حول قضية الحرس الوطني".
أضافت: "عندما أعلن نتنياهو في نهاية مارس/آذار الماضي أنه قرر إقالة غالانت من منصبه، لم يفاجأ أحد في النظام السياسي، وكان واضحاً كالنهار أن إقالة وزير الدفاع هي مسألة وقت فقط، لكن الاحتجاج الذي انفجر في تلك الليلة كان له تأثيره، إذ بقي غالانت في منصبه".
وذكرت القناة أن الأحداث الكبيرة (هجوم حركة "حماس") على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "لم ترمم العلاقات بين نتنياهو وغالانت".
انعدام الثقة بين الاثنين
وقالت: "من كان يتوقع أن تؤدي أعظم كارثة في تاريخ البلاد إلى إعادة العلاقات بينهما (نتنياهو وغالانت) إلى سابق عهدها، فقد خدع. الوضع ازداد سوءاً".
أضافت: "يتم التعبير عن انعدام الثقة بين الاثنين في حقيقة أن كلاً منهما يشتبه في الآخر بالإحاطات والتسريبات، ففي دائرة نتنياهو، غالانت متهم بالتسريبات المتواصلة حتى من المناقشات الأكثر حساسية".
وتابعت: "فما هي نتيجة كل هذه الشكوك والمواجهات؟ الجانبان يعزلان بعضهما على وجه التحديد في الوقت الذي يجب أن تتدفق فيه المعلومات بأكثر الطرق فعالية"، لافتة إلى أن "نتنياهو، من جانبه، أصدر تعليماته لرؤساء المؤسسة الأمنية بعدم الاجتماع مع غالانت دون حضوره".
"لا سمح الله أن يجتمعا معاً"
وقالت: "ومن ناحية أخرى، فإن برنامج غالانت لليوم التالي (لنهاية) للحرب، على سبيل المثال، عُرض لأول مرة على المراسلين، وسمع عنه نتنياهو بالصدفة الكاملة، واضطر إلى مشاهدته في الثامنة مساءً مع الشعب الإسرائيلي بأكمله".
أضافت القناة 12 الإسرائيلية: "كلاهما يفضلان أيضاً الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام بمفردهما، ولا سمح الله أن يجتمعا معاً".
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت "حماس" هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب حوالي 5431، وأسرت الحركة 239 على الأقل، بادلت العشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/تشرين الأول الماضي.
وفي اليوم نفسه، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة ما زالت مستمرة، خلّفت حتى الجمعة "24 ألفاً و762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين، وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.