“كأن زلزالاً مدمراً ضربه”.. فلسطينيون يسردون “تفاصيل مرعبة” لاقتحام 150 جندياً إسرائيلياً مخيم طولكرم

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/19 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/19 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضغة الغربية(أرشيفية)/الأناضول

قال شهود عيان فلسطينيون، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، إن العملية العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي طوال 45 ساعة في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، قلبت المخيم رأساً على عقب، و"كأن زلزالاً مدمراً ضربه"، في حين اعتبر مسؤول إسرائيلي، أن الحرب على قطاع غزة "ليس لها مستقبل"، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يهدر الوقت للتهرب من المسؤولية".

بحسب الشهود، فإن العملية أسفرت عن خراب ودمار كبيرين في كل حي وزقاق بالمخيم، حيث هُدمت بيوت وأُحرقت محال تجارية، ودُمّرت مركبات، ونبشت شوارع، وكأن زلزالاً مدمراً ضرب مخيم اللاجئين الفلسطينيين.

جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية – رويترز

الاحتلال يقوم بعملية عسكرية في مخيم طولكرم

بدأت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء، عملية عسكرية واسعة في المخيم، أسفرت عن مقتل 8 فلسطينيين، وإصابة عشرات بجروح، واعتقال مئات، بحسب السلطات الفلسطينية.

فيصل سلامة، رئيس اللجنة الشعبية في المخيم، قال للأناضول، إن الجيش دمر نحو ألف منزل فلسطيني بمخيم طولكرم، بينها 20 بهدم كامل، والبقية تدمير واجهات وممتلكات ونوافذ، وباتت جميعها غير صالحة للسكن.

وأضاف: "ما حدث في المخيم كارثة حقيقية، وكأن ما يجري في غزة تم تطبيقه هنا في طولكرم، قصف بطائرات مسيّرة، اعتقالات بالمئات، وتحقيق ميداني تحت الضرب المبرح، إجبار عائلات على النزوح، تخريب البنية التحتية بصورة كاملة".

وقال: "الجيش دمّر كل شوارع المخيم الداخلية والمحيطة به، ودمر شبكات المياه والكهرباء، والصرف الصحي والاتصالات". ولفت سلامة إلى أن 50 فلسطينياً لا يزالون معتقلين لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى الساعة 13:20 (ت.غ).

من جانبه، قال المسنّ محمد سليم (68 عاماً)، للأناضول: "حتى الأشجار تم تجريفها، عشنا أياماً صعبة تحت التهديد وتخويف النساء والأطفال، اقتحموا المنازل وحوّلت لنقاط عسكرية". وأضاف: "بعد الانسحاب كأن المخيم ليس هو، وكأن شيئاً كبيراً حدث له".

اقتحام قوات الاحتلال الضفة/الأناضول

150 جندياً اسرائيلياً اقتحموا المنازل

أما أحمد غراب، الذي كان يتفقد منزله مع زوجته المريضة، فقال إن نحو 150 جندياً اقتحموا المنزل وأجبروهم على تركه وتحويله لنقطة عسكرية.

وتابع: "عدت إلى المنزل، فوجدته مدمراً بالكامل، حطموا كل شيء، تم سرقة معدات عمل كهربائية، ومبلغ مالي (..) الدمار في كل مكان، المخيم دُمِّر بصورة مهولة".

وأشارت زوجة غراب إلى أن الجيش الإسرائيلي منعها من الحصول على علاجها، رغم أنها تعاني من مرض القلب وارتفاع في الضغط. وأضافت: "طردنا الجيش من البيت بصورة همجية، وتم اعتقال 3 من أبنائي".

جنود الاحتلال في الضفة الغربية/الأناضول

تفتيش ألف مبنى

كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق، الجمعة، أنه أنهى "حملة دامت حوالي 45 ساعة، شاركت فيها قوات من الجيش وحرس الحدود ووحدة المستعربين وجهاز الأمن العام".

وقال: "فتشت القوات حوالي 1000 مبنى، واستجوبت المئات من المشتبه بهم الذين اعتقِل منهم ما يزيد على 37 مطلوباً".

وأضاف: "عثر الجنود ودمروا بشكل استباقي ما يزيد على 400 عبوة ناسفة، وصادروا 27 قطعة سلاح، والكثير من العتاد العسكري، ودمّروا 5 مختبرات لصناعة العبوات الناسفة، و4 غرف لعمليات استطلاع".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن إصابة جندي احتياط بجروح بالغة، الأربعاء، إثر إطلاق النار عليه من قِبل فلسطينيين.


حرب غزة ليس لها مستقبل

في سياق متصل، اعتبر مسؤول إسرائيلي، أن الحرب على قطاع غزة "ليس لها مستقبل"، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يهدر الوقت للتهرب من المسؤولية".

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، عن أحد المسؤولين الذين يشاركون في اجتماعات الحكومة، لم تسمّه: "هذه الحرب ليس لها هدف ولا مستقبل، لكن إطالة أمدها هي طريقة نتنياهو لتأجيل التعامل مع مسألة المسؤولية".

وقال المسؤول إن نتنياهو "يؤكد في كل لقاء أن الحرب ستستمر لفترة طويلة، حتى يتحقق هدفاها – انهيار حماس وعودة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة)".

وأضاف: "فهو (نتنياهو) يتفوق على الجميع هناك من حيث الخبرة والذكاء، وفي نظري أنه يعلم أن هناك فرصة معقولة لعدم تحقيق الأهداف، وهو ببساطة يماطل لبعض الوقت".

وتابع المسؤول في انتقاده نتنياهو: "الرهائن لا يمثلون أهمية بالنسبة له، ولا يتم التعبير عن ذلك باستنكار واضح، بل في الوقت الذي يخصصه لهم في المناقشات".

وأشار إلى أنه "من الصعب التصديق بأنه (نتنياهو) سيوافق على صفقة عودة الرهائن مقابل إنهاء القتال (الحرب) والإفراج عن أسرى فلسطينيين كبار". وقال: "إنه (نتنياهو) يدرك أنه في تلك اللحظة سيغادر (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير وستنهار الحكومة".

جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة/الأناضول

وذكر المسؤول أنه "ولهذا السبب أيضاً يهرب (نتنياهو) من النقاش الضروري حول اليوم التالي للحرب، لقد مر أكثر من 100 يوم، وهو خصص نحو نصف ساعة للقضية الأكثر إلحاحاً".

لا أمل في إسقاط حماس

قال: "فيما يتعلق بإسقاط حماس، فمن الواضح بالفعل أن هناك مناطق في غزة لن ندخلها، والمكاسب في شمال القطاع أيضاً تختفي، والجميع ينتظر الحظ الكبير بالعثور على (رئيس "حماس" في غزة يحيى) السنوار في أحد الأنفاق، واغتياله وتقديم ذلك كصورة انتصار".

وأشار إلى أن المقربين من نتنياهو "يشنون حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنزع الشرعية عن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ورؤساء مؤسسة الدفاع من أجل تحميلهم مسؤولية فشل الحرب".

التطهير العرقي
القصف الإسرائيلي على غزة/ الأناضول

يُذكر أنه في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، شنت "حماس" هجوماً على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأُصيب حوالي 5431، وأسرت الحركة 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر /كانون الأول 2023.

وفي اليوم نفسه، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة ما زالت مستمرة، خلّفت حتى الجمعة "24 ألفاً و762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

آثار الدمار إثر قصف الاحتلال على غزة/الأناضول
تحميل المزيد