تظاهر عشرات آلاف اليمنيين، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، رفضاً للغارات الأمريكية البريطانية على بلادهم. في الوقت نفسه، تظاهر آلاف المغاربة في عدة مدن بالمملكة عقب صلاة الجمعة للأسبوع الـ15، تضامناً مع فلسطين وقطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكثر من 3 أشهر، ما خلّف آلاف الضحايا.
وحسب "الأناضول"، شهد ميدان السبعين، وسط العاصمة صنعاء، مظاهرة حاشدة نظمتها جماعة الحوثي، وشارك فيها عشرات الآلاف تحت شعار "ثابتون مع فلسطين.. أمريكا أم الإرهاب".
مظاهرات في اليمن منددة بإسرائيل
ردد المتظاهرون هتافات منددة بالغارات الأمريكية البريطانية على اليمن، و"استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وقال بيان صادر عن المظاهرة، تلاه ضيف الله الشامي، وزير الإعلام في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، إن "الشعب اليمني مستمر في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ونصرته على كل المستويات، وبكل الإمكانيات المتاحة، ولا يرهبه المجرمون ولا تصنيفاتهم، ولا توقفه غارات العدوان وضرباته".
وأضاف أن "العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن واستمراره في استهداف المحافظات اليمنية، يأتي لمنع الشعب من الاستمرار في نصرة إخواننا في فلسطين".
وأشار إلى أن "هذا العدوان لن يوهن عزمنا، بل يزيدنا إيماناً وإصراراً وثباتاً على موقفنا المبدئي والإيماني، وأن هذا التمادي لن يمر دون رد".
كما شهدت محافظات يمنية أخرى مظاهرات؛ تنديداً بالضربات الأمريكية والبريطانية، ونصرةً لغزة، وفق قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين.
وبين هذه المحافظات الحديدة (غرب)، وصعدة وحجة (شمال غرب)، وتعز (جنوب غرب)، والبيضاء (وسط).
وفجر الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، قصف قواعد عسكرية مساء الأربعاء، شملت 14 صاروخاً كانت مجهّزة للإطلاق من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
فيما قالت جماعة الحوثي اليمنية، مساء الخميس، إن الولايات المتحدة وبريطانيا استهدفتا اليمن خلال الليلة الماضية (الأربعاء) بـ13 صاروخاً.
إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية
تأتي هذه التطورات بعد إعلان الولايات المتحدة، الأربعاء، إعادة تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وفق بيانين صادرين عن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ومنتصف فبراير/شباط 2021، رفعت الولايات المتحدة "الحوثي" في اليمن من قائمة الإرهاب، بعد نحو شهر من تصنيف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الجماعة "منظمة إرهابية أجنبية".
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافت منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير/كانون الثاني 2024، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن البيت الأبيض في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "رداً على هجمات الحوثيين (..) ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
مظاهرات في المغرب تضامناً مع غزة
في الوقت نفسه، تظاهر آلاف المغاربة في عدة مدن بالمملكة عقب صلاة الجمعة للأسبوع الـ15، تضامناً مع فلسطين وقطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ أكثر من 3 أشهر، ما خلّف آلاف الضحايا.
وذكرت "الأناضول" أن المشاركين في الوقفات التي نظمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، أعربوا عن رفضهم مخطط تهجير سكان غزة.
ومن بين المدن التي شهدت وقفات شفشاون وطنجة ومكناس (شمال) وأكادير وتارودانت (وسط) وتازة (شرق). ورفع المشاركون في هذه الوقفات لافتات تدعم مقاومة فلسطين وصمود شعبها.
كما نددوا باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بهذه الوقفات التي عرفت مشاركات كبيرة رغم الأمطار.
ونظمت الهيئة هذه المظاهرات للجمعة الـ15 على التوالي منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حملت شعار "جمعة الرباط والقنوت".
وبوتيرة شبه يومية، تشهد العديد من المدن المغربية، بينها الرباط، وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة، ولرفع الحصار وإدخال المساعدات.
جدير بالذكر أنه، ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الاسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة "24 ألفاً و762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين، وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.