أعلنت جماعة الحوثي، مساء الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، أن القوات الأمريكية والبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة غرب اليمن. وقالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، في خبر عاجل على منصة إكس: "عدوان أمريكي بريطاني يستهدف بغارتين منطقة الجبانة في مدينة الحديدة".
من جانبه، أوضح القيادي بجماعة الحوثي، علي القحوم، في تغريدة، أن الاستهداف تم بغارتين "جويتين"، دون مزيد من التفاصيل. ولم يوضح المصدران نتائج هذا الاستهداف، فيما لم يصدر تعقيب فوري من القوات الأمريكية أو البريطانية حتى الساعة الـ18:40 ت.غ.
في حين قال الجيش الأمريكي على موقع إكس، إن قوات القيادة المركزية الأمريكية نفذت الجمعة ضربات ضد ثلاثة صواريخ حوثية مضادة للسفن، كانت موجهة نحو جنوب البحر الأحمر.
وكتبت القيادة المركزية على موقع إكس: "رصدت القوات الأمريكية الصواريخ من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وخلصت إلى أنها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة. وبالتالي قصفت القوات الأمريكية الصواريخ ودمرتها دفاعاً عن النفس".
أمريكا تستهدف معسكراً للحوثيين
تكمن أهمية منطقة الجبانة شمال مدينة الحديدة في كونها تضم معسكراً للدفاع الجوي للحوثيين، وفق "الأناضول". ومنذ نحو أسبوع، تشن القوات الأمريكية والبريطانية من حين لآخَر غارات، تقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن.
ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافت منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير/كانون الثاني 2024، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2024، أعلن البيت الأبيض في بيان مشترك لـ10 دول، أنه "رداً على هجمات الحوثيين (..) على السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة على أهداف بمناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة، "24 ألفاً و762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، تسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
كان الحوثي قد أعلن في وقت مبكر، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024، استهداف سفينة أمريكية في خليج عدن، رداً على الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع عسكرية تابعة لهم، وبينما أكد الجيش الأمريكي أن الحوثيين في اليمن استهدفوا سفينة تجارية أمريكية، الخميس، إلا أنه قال إن الهجوم لم يصب هدفه.
وجاء في بيان نشرته حسابات تابعة للحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي: "نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهداف لسفينة كيم رينجر الأمريكية في خليج عدن وذلك بصواريخ بحرية مناسبة، وكانت الإصابة مباشرة". ولم يكشف البيان توقيت وقوع الهجوم ولا أي تفاصيل أخرى.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط (سنتكوم)، في بيان على منصة إكس: "أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخَين بالستيَّين مضادَّين للسفن على سفينة إم/في كيم رينجير، وهي سفينة ناقلة ترفع علم جزيرة مارشال وتملكها الولايات المتحدة وتشغلها اليونان".
وأضافت: "لاحظ الطاقم ارتطام الصواريخ بالمياه بالقرب من السفينة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أي إصابات أو أضرار للسفينة التي واصلت الإبحار".
غارات غربية على اليمن
دفع تواصل هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر وحوله القوات الأمريكية والبريطانية إلى تنفيذ ضربات في اليمن، فيما أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ آخر هجوم على أهداف تابعة للحوثيين الخميس، وفق ما قالته الوكالة الفرنسية في تقرير لها يوم الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024.
وبحسب موقع "مارين ترافيك" لرصد حركة الملاحة، فإن السفينة كيم رينجير Chem Ranger هي ناقلة مواد كيميائية ترفع علم جزر مارشال وكانت متجهة من ميناء جدة في السعودية إلى الكويت.
وقالت شركة "أمبري" البريطانية لإدارة المخاطر إن ناقلة مواد كيميائية ترفع علم جزر مارشال، كانت تبحر في المسار ذاته، تعرضت لحادثٍ جنوب شرقي ميناء عدن اليمني، وأضافت أن "سفينة حربية هندية ردّت على الحادثة".
وأكدت وكالة الأمن البحري البريطانية UKMTO وقوع حادث في المكان ذاته من دون تحديد هوية السفينة، مشيرة في نشرتها إلى أن "السفينة وأفراد طاقمها بأمان، وتتقدّم إلى الميناء التالي".
هجمات حوثية على سفن في البحر الأحمر
في حين نفّذ الحوثيون العديد من الهجمات على سفن حول اليمن منذ اندلاع الحرب بغزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بعد هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل.
وأفاد بيان الحوثيين بأن هذه العملية تأتي "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا".
وتعهّد المسؤول الحوثي الرفيع محمد البخيتي بالسماح بمرور السفن الروسية والصينية بشكل آمن في البحر الأحمر.
في حين تتجنّب بعض شركات الشحن البحري المرور في المياه المحيطة باليمن، لكن البخيتي شدد على أن الممر آمن طالما أن السفن ليست مرتبطة بإسرائيل.
وقال في مقابلة مع منصة "إزفيستيا" الروسية نشرت الجمعة: "بالنسبة لجميع البلدان الأخرى، وضمنها روسيا والصين، لا يوجد أي تهديد لملاحتها البحرية في المنطقة".
من جانبها شددت روسيا، الخميس، على أن على الولايات المتحدة وقف ضرباتها ضد الحوثيين لإفساح المجال للتوصل إلى حل دبلوماسي يضع حداً للهجمات على السفن التجارية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين في موسكو: "الأهم الآن هو وقف العدوان على اليمن؛ نظراً إلى أنه كلما قصف الأمريكيون والبريطانيون أكثر، يصبح الحوثيون أقل استعداداً للتحاور".
بدوره، أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، بأن الضربات الأمريكية المضادة لم تردع الهجمات الحوثية بعد، لكنه أضاف: "هل ستتواصل؟ نعم".
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، للصحفيين، أن القوات الأمريكية استهدفت الخميس "عدداً من الصواريخ المضادة للسفن، التي نعتقد أنها كانت معدة للإطلاق في وقت وشيك بجنوب البحر الأحمر".
وأما نائبة الناطق باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ، فلفتت إلى أن طائرات حربية تابعة للبحرية الأمريكية نفّذت الضربات، وأن الغارات الجوية التي بدأت ضد الحوثيين الأسبوع الماضي نجحت في "إضعاف عدد كبير من إمكاناتهم وتعطيلها بشكل كبير وتدميرها".
في حين أوقفت عدة شركات شحن كبرى مرور سفنها في المنطقة بسبب الهجمات، وأعلنت الدنمارك الخميس، أنها ستنضم إلى التحالف الذي يقف وراء الضربات الجوية ضد الحوثيين.