يكافح بريطانيون من أصل فلسطيني من أجل جلب عائلاتهم من قطاع غزة إلى المملكة المتحدة، رغم الطرق المعقدة والمكلفة للحصول على التأشيرة العائلية إلى المملكة للمّ شملهم مع أسرهم، في غياب أي مخطط مفصل من الحكومة لتسهيل العملية، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024.
تقرير الموقع أشار إلى حالة "يوسف"، الذي لم يرغب في ذكر لقبه، وهو بريطاني من أصل فلسطيني، والذي قال إنه لم يسمع عن والديه وإخوته في غزة منذ خمسة أيام، حيث انقطع الاتصال بهم خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والذي يمكن أن يستمر لعدة أيام في المرة الواحدة.
يوسف أوضح أن عائلته اضطرت إلى الفرار بعد أن دُمِّرَ المنزل الذي بنوه، في الغارات الجوية الإسرائيلية على خان يونس في جنوب غزة.
تقرير الموقع سلَّط الضوء على مخاوف "يوسف" حول صحة والده، إذ يعاني الرجل البالغ من العمر 71 عاماً من فشل كلوي، وكان من المقرر أن يتلقى العلاج في مصر قُبيل بدء الهجوم الإسرائيلي الحالي بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. وعندما قطعت إسرائيل الطرق من وإلى غزة، لم يعد بإمكانه السفر خارج المنطقة المحاصرة.
طرق معقد
ورغم كون "يوسف" مواطناً بريطانياً، فإنه يكافح من أجل جلب عائلته إلى المملكة المتحدة. يجب على المواطنين البريطانيين الراغبين في إحضار أقاربهم الفلسطينيين إلى المملكة المتحدة التقدم بطلب من خلال طرق التأشيرة العائلية الحالية، وهي طويلة ومكلفة، وغالباً ما تستبعد الأشقاء وأولياء أمور الأطفال البالغين والأسرة الممتدة، وفقاً لـ"ميدل إيست آي".
وتعني إرشادات التأشيرة الحالية أنه يتعين على والدَي يوسف تقديم القياسات الحيوية، وهو ما لا يمكن القيام به إلا من مصر.
وفي وقت سابق، قالت حكومة المملكة المتحدة إنها لا تقوم حالياً بإجلاء أي شخص من داخل غزة. وعندما اتصل "يوسف" بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في أكتوبر/تشرين الأول، أُبلغ أنه لو كان في غزة مع والديه، لكانوا سيحاولون تسهيل مرورهم إلى مصر.
إذا وصلت عائلة يوسف إلى معبر رفح، فسوف يحتاجون لإضافة أسمائهم إلى القائمة الموجودة على الحدود من أجل العبور.
وجَّهت وزارة الخارجية والتنمية "يوسف" إلى النائب المحلي، الذي اتصل به مراراً وتكراراً دون أي رد. وبعد شهرين من رسائل البريد الإلكتروني، منحوه أخيراً موعداً لإجراء عملية جراحية لوالده.
مجموعة واتساب
كما سلَّط الموقع البريطاني الضوء على حالة غسان غبن، وهو فلسطيني مقيم في المملكة المتحدة، الذي يحاول إحضار والدته وإخوته، لافتاً إلى أن غبن ويوسف هما جزء من مجموعة من 200 شخص من السكان الفلسطينيين في المملكة المتحدة الذين شكلوا مجموعة واتساب في الأيام التي تلت شن الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر.
الموقع أضاف أن المجموعة تشترك في شعورها بالعجز، وتكافح مع الطرق المعقدة والمكلفة للحصول على التأشيرة العائلية إلى المملكة المتحدة للمّ شملهم مع أسرهم، في غياب أي مخطط مفصل لتسهيل العملية.
كما أكد "ميدل إيست آي" أن النداءات المتكررة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، ووزير الخارجية ديفيد كاميرون، لتنفيذ مثل هذا المخطط قد رُفضت. ورغم حصولهم على 28 ألف توقيع يدعم مطلبهم، فإن التماسهم البرلماني الذي يطالب بمخطط تأشيرة على النمط الأوكراني من شأنه التنازل عن الرسوم والحد الأدنى للرواتب واختبارات اللغة للفلسطينيين في غزة من أجل لمّ شملهم مع عائلاتهم في المملكة المتحدة.
ورداً على الالتماس، قالت الحكومة: "لا توجد خطط لإدراج ترتيبات مخصصة للأشخاص القادمين من المنطقة. ويمكن للراغبين في القدوم إلى المملكة المتحدة والذين ليس لديهم تأشيرة حالياً التقدم بطلب عبر إحدى طرق التأشيرات الحالية".