فجَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي المبنى الرئيسي لجامعة "الإسراء" جنوب مدينة غزة، بعد نحو 70 يوماً من اقتحامه، حيث قالت الجامعة إن الجنود حولوا مقرها لـ"ثكنة عسكرية ومركز لقنص المواطنين ومعتقل مؤقت للتحقيق".
وبدأت شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية والفلسطينية بتداول مقطع فيديو نشره الجيش لتفجير هذا المبنى مساء الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2024، وفي المقطع المتداول تصاعدت أعمدة ضخمة من الدخان الأسود الكثيف من المبنى عقب تفجيره.
واستنكرت إدارة جامعة "الإسراء" (خاصة)، في بيان أصدرته اليوم الخميس، "نسف مبنى الدراسات العليا وكليات البكالوريوس الرئيسي جنوب مدينة غزة".
وقالت في بيانها: "هذا الاستهداف يأتي بعد نحو سبعين يوماً من احتلال الجيش الصهيوني للمبنى واستخدامه قاعدة عسكرية لآليّاته ومركزاً لقنص المواطنين المدنيين العزّل في مناطق شارع الرشيد والمغراقة والزهراء، ومعتقلاً مؤقتاً للتحقيق مع المواطنين".
أضاف: "العدوان الصهيوني لم يقتصر على المبنى الرئيسي فقط، بل طال المتحف الوطني المرخص من وزارة الآثار والذي أسسته الجامعة كأول متحف على مستوى الوطن".
وأوضح البيان أن هذا المتحف ضم "أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية نادرة"، متهمة الجيش "بنهبها قبل نسف مبنى المتحف للتغطية على آثار جريمتهم".
تفجير مبنى المستشفى الجامعي
وذكر أن الجيش سبق أن فجَّر "مباني المستشفى الجامعي الأول والوحيد في غزة والثاني في فلسطين، ومباني المختبرات الطبية والهندسية ومختبرات التمريض واستوديو التدريب الإعلامي، وقاعة المحكمة الخاصة بكلية القانون وقاعات التخرج".
وأشار البيان إلى أن تفجير تلك المباني جاء أيضاً بعد "نهب محتوياتها الثمينة"، لافتاً إلى أن الجيش "دمر أيضاً مبنى الكافتيريا منذ اليوم الأول للاقتحام، ومسجد الجامعة الرئيسي داخل الحرم الجنوبي".
وندَّد "باستهداف مؤسسات التعليم" بغزة، معتبراً أن ذلك يأتي ضمن "سياق قديم وممنهج لم يتوقف يوماً منذ بداية هذا الصراع، في محاولة لتعميم ثقافة الجهل وإقصاء الفلسطينيين عن مواكبة مسيرة العلم".
بحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن الجيش الإسرائيلي دمَّر منذ بداية حربه على القطاع نحو 95 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة بشكل جزئي.
ومنذ بداية العملية البرية الإسرائيلية على قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توغل الجيش في مناطق جنوب مدينة غزة ودمر مباني تتبع لمؤسسات تعليمية وصحية، وأخرى سكنية في المكان.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 24 ألفاً و448 شهيداً و61 ألفاً و504 مصابين، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.