شن الجيش الإسرائيلي، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، قصفاً مكثفاً على مناطق لبنانية في الجنوب، تضمن استهداف أطراف بلدة حدودية بقذائف فوسفور أبيض، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بينما قالت الأمم المتحدة إنّ اتساع الحرب في هذه الجبهة سيكون "كارثياً"، داعية إلى العمل على تجنبه.
الوكالة اللبنانية قالت إن الجيش الإسرائيلي استهدف الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل بالقصف الدخاني والفوسفور الأبيض الكثيف لسحب آلياته من المكان.
والقذائف الفوسفورية سلاح محرّم دولياً بموجب اتفاقية جنيف لعام 1980، التي نصّت على تحريم استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح حارق ضد البشر والبيئة.
كما أضافت أن مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على حديقة منزل وسط بلدة كوكبا؛ ما خلّف أضراراً جسيمة في المنزل دون خسائر بشرية، كما سقطت قذيفة بين المنازل في بلدة حولا.
كذلك قصفت مسيّرة إسرائيلية سيارةً في سوق الخان قرب كوكبا، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذيفتين على أطراف البلدة، وفقاً للوكالة.
وأفادت بأن مقاتلات حربية إسرائيلية شنَّت غاراتٍ على أطراف بلدتي رب الثلاثين- الطيبة والعديسة، فيما تعرَّضت أطراف بلدة يارين لقصف مدفعي إسرائيلي.
وبعيد منتصف الليل مشَّط الجيش الإسرائيلي محيط موقع العباد العسكري، المُطل على بلدة حولا، بواسطة الأسلحة الرشاشة الثقيلة، وسُمعت أصوات الرصاص بكثافة في المنطقة الحدودية، كما أضافت الوكالة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مهاجمته أهدافاً في العديسة وكفر كلا ومرج عيون بجنوب لبنان.
وقال في بيان: "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو، الخميس، على بنى تحتية إرهابية لحزب الله في منطقة قرية العديسة في جنوب لبنان"، مضيفاً: "كما هاجم الجيش في وقت سابق كفر كلا ومرج عيون في جنوب لبنان".
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد "إطلاق قذيفتيْن من لبنان نحو منطقة عرب العرامشة (قرب الحدود اللبنانية)، سقطتا في مناطق مفتوحة".
ومساء الأربعاء، أعلنت كتائب "القسام- لبنان"، قصف ثكنة عسكرية في الجليل الغربي بـ20 صاروخاً. ونعت حركة حماس في لبنان أحد أفراد "كتائب القسام" من مخيم المية ومية- صيدا، قائلة إنه استشهد مساء الأربعاء في جنوب لبنان ضمن معركة "طوفان الأقصى".
وبينما تسود المخاوف من اتساع رقعة المواجهات في جنوب لبنان، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، الأربعاء، إن احتمال اندلاع حرب مع "حزب الله" اللبناني في الشهور المقبلة "أعلى بكثير مما كان عليه في السابق"، وذلك خلال تفقده القوات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، وفق إذاعة جيش الاحتلال.
وقال هاليفي: "لا أعرف متى ستبدأ الحرب في الشمال، أستطيع أن أقول إن احتمال حدوثها في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي". وأضاف: "عندما يتعين علينا ذلك (خوض الحرب)، سنتقدم بكل قوتنا".
وعلى الصعيد الدولي، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، الأربعاء، من أنّ أي "مواجهة شاملة" بين إسرائيل ولبنان ستكون "كارثية تماماً". وقال غوتيريش إنّ "اتساع رقعة (القتال) الذي نشهده، وخطر اندلاع مواجهة شاملة سيكونان أمراً كارثياً تماماً. علينا تجنّب ذلك مهما كان الثمن".
و"تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان قصفاً يومياً متقطعاً مع إسرائيل، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول.
وأسفرت المواجهات حتى الأربعاء عن مقتل 30 مدنياً لبنانياً، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال، فضلاً عن جندي لبناني و5 من عناصر "كتائب القسام"- فرع لبنان، و162 عنصراً من "حزب الله"، الذي قتل 9 جنود و5 مدنيين إسرائيليين، بحسب أرقام رسمية من الجانبين.