اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي البارز عاموس هارئيل، الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024، أن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد "حماس" في قطاع غزة غير عادية، ولم يسبق لإسرائيل أن شهدت مثلها، رغم أن الحركة أضعف من معظم الجيوش العربية التي سبق أن واجهتها، على حد تعبيره.
وكتب هارئيل، في تحليل بصحيفة "هآرتس" العبرية: "تختلف الحرب في قطاع غزة عن أي شيء شهدته قوات الجيش الإسرائيلي، رغم أن حماس هي خصم أضعف من معظم الجيوش العربية التي واجهتها إسرائيل في الحروب السابقة".
أضاف: "في العديد من النواحي، لم يواجه الجيش وجنوده مثل هذا العبء منذ حرب لبنان الأولى في 1982، ولم تبدأ تلك الحرب بمثل هذه الصدمة العظيمة الناجمة عن مثل هذا الفشل الضخم، كما حدث في الحرب الحالية"، في إشارة إلى هجوم حماس المفاجئ على غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مواجهة غير عادية
وتابع هارئيل أن "المواجهة الحالية غير عادية من حيث عدد الضحايا المرتفع نسبياً، وفي طبيعة القتال، الذي يدور في مناطق مكتظة بالسكان، وبعضها يجري تحت الأرض، وكذلك في أهوال هذه الحرب".
ولفت إلى أنه "ترافق إطالة أمد الحرب صعوبات عديدة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تؤيد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من خطة الحرب، والتي تتضمن تسريح جزء كبير من وحدات الاحتياط وتقليص حجم القوات العاملة داخل قطاع غزة".
وقال هارئيل: "في معظم مناطق قطاع غزة حيث ينشط الجيش الإسرائيلي، يكون القتال أقل حدة في هذه المرحلة، وتنشغل القوات بالعثور على الأنفاق والأسلحة، هنا وهناك، في مواجهة مسلحي حماس".
قدرات حماس فاجأت الجيش
أضاف: "تتمثل التهديدات الرئيسية في ظهور مجموعات صغيرة من تحت الأرض، وتهاجم بنيران القناصة أو القذائف الصاروخية أو بزرع عبوات ناسفة"، مشيراً إلى أنه "قبل يومين، قُتل جنديان من جنود الاحتياط بصاروخ"، ما يعني أن حماس ما زالت قادرة على استهداف الإسرائيليين رغم الحرب والتوغل البري.
وحتى الخميس، بلغت حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي المعلنة منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 529، بينهم 193 منذ بدء عملية التوغل البري في القطاع في 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات الجيش، بجانب 2630 مصاباً، بينهم 1178 منذ بدء العملية البرية.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الأربعاء 24 ألفاً و448 شهيداً، و61 ألفاً و504 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني، أي أكثر من 85% من سكان القطاع المحاصر منذ 17 عاماً.