وصلت المعارك الدائرة في السودان إلى جزيرة مروي، المدرجة على قائمة التراث العالمي، وفقاً لما أفادت به منظمة حقوقية محلية حذّرت في الوقت ذاته من خطر تضرر آثار مملكة كوش التي يزيد عمرها عن 2300 سنة.
وقالت "الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية" إن قوات الدعم السريع دخلت لموقعَي النقعة والمصورات الأثريين، للمرة الثانية، يوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024، بعدما كانت قد دخلته للمرة الأولى في 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويعتبر موقع "النقعة والمصورات" الأثري من أهم المواقع التاريخية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي في السودان، إذ يضمان تماثيل وآثاراً ومزارات منذ الحقبة المروية 350 قبل الميلاد حتى 350 بعد الميلاد، وفقاً للشبكة المحلية.
وفقاً لمصادر للشبكة، وصور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن معركة اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "ما يعرض هذه المواقع للتخريب والدمار والنهب والسرقة".
المنظمة المحلية حذرت من "مغبة تحويل مناطق الآثار التاريخية والثقافية إلى ساحات معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
كما شددت على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والآثار التاريخية في البلاد، مشيرة إلى ما أقرته اتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، وحماية التراث الثقافي لجميع الشعوب، واتفاقية صون وتعزيز كافة أشكال التراث الثقافي التي وقع عليها السودان عام 2008.
كما دعت المنظمة المثقفين والفنانين ومنظمة اليونسكو والمقررة الخاصة للحقوق الثقافية التابعة للأمم المتحدة، لتحمل مسؤولياتهم في حماية موقع النقعة والمصورات الأثريين، وكافة المواقع الأثرية والثقافية في البلاد.
وأضافت في بيان أن قوات الدعم السريع دخلت الموقع الأثري للمرة الثانية يوم الأحد، بعدما كانت قد دخلته للمرة الأولى، في 3 ديسمبر/كانون الأول.
بدورها، أعلنت السلطات المحلية في ولاية نهر النيل أن قوات الدعم السريع "حاولت التسلل عبر منطقة النقعة والمصورات، وقد تصدت لهم القوات الجوية"، مؤكدة عودة الهدوء إلى المنطقة، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
اليونسكو: جزيرة مروي السودانية معقل مملكة كوش
بحسب اليونسكو، فإن المواقع الأثرية في جزيرة مروي هي "عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة كوش التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد، وتتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، وبالقرب من المواقع الدينية في النقعة والمصورات الصفراء".
كما تضيف اليونسكو في تعريفها للجزيرة أنها "كانت مقراً للحكام الذين احتلوا مصر لما يقرب من قرن ونيف، من بين آثار أخرى، من مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن، وكذلك المنشآت الكبرى، وهي متصلة كلها بشبكة مياه".
وأسفرت الحرب الدائرة في السودان، منذ 15 أبريل/نيسان 2023، عن أكثر من 13 ألف قتيل، وفق حصيلة أوردتها منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد)، لكن خبراء يعتبرونها أقل بكثير من الواقع.